108

Furen Littafi

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

Bincike

محمد عبد الله عنان

Mai Buga Littafi

مكتبة الخانجي

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٩٨٠م

Inda aka buga

القاهرة

فوضحت المسالك وَبَانَتْ، وأشرقت الْمعَاهد وازدانت، وَشَمل الصنع الإلهي، واللطف الْخَفي، أقطار هَذِه الْأمة حَيْثُ كَانَت. وَلما اخْتَار الله لَهُ مَا عِنْده، وَبلغ الْأَجَل الَّذِي قدره سُبْحَانَهُ لِحَيَاتِهِ وَحده، وَقَبضه إِلَيْهِ مطمئنا، مُسْتَغْفِرًا من ذَنبه، فِي الْحَالة الَّتِي أقرب مَا يكون العَبْد فِيهَا من ربه، كَأَنَّمَا تأهب للشَّهَادَة، فَاخْتَارَ زمانها ومكانها، وطهر بِالصَّوْمِ، نَفسه، الَّتِي كرم الله شَأْنهَا، وَطيب رِيحهَا وريحانها، فوقفت إزاء أَرْبَاب الشورى الَّتِي تصح الْإِمَامَة باتفاقها، وتنعقد بِعقد ميثاقها، من أَعْلَام الْعلم، بقاعدة ملكه غرناطة، حرسها الله الَّتِي غَيرهَا لَهَا تبع، وحماة الْإِسْلَام الَّذين فِي آرائهم للدّين وَالدُّنْيَا منتفع، وخلص الثِّقَات، ووجوه الطَّبَقَات على مبايعة وَارِث ملكه، بِحقِّهِ الحايز فِي ميدان الْكَمَال، وإحراز مَا للْإِمَامَة من الشُّرُوط والخلال، خصل سبقه، كَبِير وَلَده، وسابق أمده، ووارث ملكه، ووسطى سلكه، وعماد فسطاطه، [وَبدر الهالة من بساطه] مَوْلَانَا، قمر الْعليا، ودرة الخلفا، وَفرع الشَّجَرَة الشما، الَّتِي أَصْلهَا ثَابت، وفرعها فِي السَّمَاء، الَّذِي ظَهرت عَلَيْهِ مخايل الْملك، ناشيا ووليدا، واستشعرت الأقطار بِهِ، وَهُوَ فِي المهد أَمَانًا وتمهيدا، واستبشر الدّين الحنيف، فأتلع جيدا، واستأنف شبَابًا جَدِيدا، نَاصِر الْحق، وغياث الْخلق، الَّذِي تميز بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار، وَالْحيَاء المنسدل الأستار، والبسالة المرهبة الشفار، والجود المنسكب الامطار، وَالْعدْل الْمشرق الْأَنْوَار، وَجمع الله فِيهِ شُرُوط الْملك على الِاخْتِيَار، مَوْلَانَا، وعمدة ديننَا ودنيانا، السُّلْطَان الْفَاضِل، وَالْإِمَام الْعَادِل، والهمام الباسل،

1 / 124