252

Ra'ayi Akan Abi Al-Ala

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

Nau'ikan

وقوله:

وشهرت في الدنيا ومن لي أن أرى

كالنير الفاني مع الإشهار

1: 366

وأخبار القدماء مؤيدة لهذا، كما أن المحدثين يذكرون فشله في طلب العزلة

2

وليس الذي يعنينا أنهم يؤيدون الأخبار الواردة بذلك، وإنما المسألة هي تقريرهم أن هذه العزلة كانت أمنية ضائعة؛ لأن أبا العلاء وإن زهد في كل لذات الحياة لا يستطيع أن يزهد في العلم والتأليف اللذين قد ملكاه واستأثرا به، وكلاهما يكلفه عشرة الناس لاحتياجه إلى من يقرأ له ويكتب عنه.

3

هكذا يفسرون هذا العجز عن الاعتزال، وهو تفسير لا أرتاح إليه؛ لأن التأليف والكتابة يحوجان إلى واحد أو آحاد قليلة،

تفسير احتمالي لا غير. على أنك إن تركت هذا التفسير فإنك لن تترك ما تلاه من القول في بيان أن الرجل - لما سبق - لم يلبث بعد استقراره بالمعرة أن اشتغل بالتعليم فالتف حوله الطلاب. وما هو إلا الزمن القليل حتى كثر سوادهم حوله، ثم لم تمض على هذه الحال أعوام حتى أخذ الناس يزورونه، ويكتبون إليه فاستحالت عزلته إلى أشد أنواع المعاشرة.

Shafi da ba'a sani ba