القسم الثانى فى ذكر ملوك الفرس والمشاهير من الأنبياء والحكماء
الذين كانوا فى أيامهم بداية من عهد كيومرث إلى آخر أيام يزدجرد بن شهريار الذى كان آخر ملوك العجم.
وهؤلاء أربع طبقات، وعددهم ثمانية وستون شخصا، ومدة ملكهم ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وأربعون عاما وأربعة أشهر وثلاثة أيام.
الطبقة الأولى، البيشداديين:
وهم أحد عشر ملكا، ومدة ملكهم ألفان وأربعمائة وخمسة وثمانون عاما، وعمر كيومرث بن يافث الذى يلقبونه فى العبرية بكومر وبالعربية جومر التركستان، وكان له ثلاثة أبناء: ترك وريغاث وأشكفار، فعمر ترك بلاد الإفرنج وريغاث جرجان، ويسميه العجم سيامك، كما عمر أشكفار الصقالبة (الروس).
وبإجماع أصحاب التواريخ أن أول من ملك وجاء الدنيا بأصول
الحكم كان كيومرث، ويعده المجوس آدم، وذكر الغزالى فى كتاب نصائح الملوك 1 إنه أخو شيث، والأصح ما هو مثبت هنا، ويقولون: إنه هو الذى أرسى أساس المدنية، وبنى إصطخر ودماوند وعاش ألف سنة، وجعل الملك فى حياته لحفيده هوشنج بن سيامك، ومدة ملكه أربعون سنة.
هوشنج بن سيامك:
كان ملكا عالما عادلا، ألف كتابا فى الحكمة يسمى الحكمة الخالدة 2، وترجمه الحسن بن سهل الكاتب وزير الخليفة المأمون إلى اللغة العربية وقال: العلم والعمل قرينان كمقارنة الروح للجسد لا ينفع أحدهما إلا بالآخر، وقال: الغنى فى القناعة، والسلامة فى العزلة، والحرية فى رفض الشهوة، ويقول العجم:
Shafi 45