ولما كان يوم الجمعة سابع عشر رجب المذكور، خطب الخليفة بالناس، في جامع القلعة، واهتم السلطان بذلك، ونثرت جمل من الذهب والفضة، وحصل له توقف في الخطبة.
وفي يوم الاثنين رابع شعبان، زكب السلطان إلى خيمة ضربت في البستان الكبير، وسائر الناس في خدمته، وحملت الخلع صحبة الأمير مظهر الدين وشاح الخفاجي، وخادم الخليفة. ودخل السلطان إلى خيمة أخرى، ولبس وخرج، وهو كالبدر إذا طلع في الليلة الظلماء، وعليه عمامة سوداء مذهبة مزركشة، ودراعة بنفسجية، وطوق، وعدة، وسيوف تقلد منها [ واحدا ] وحملت [ البقية ] خلفه ؛ ولواءان، وبهمان كبيرانه، وترس، وغير ذلك مما جرت العادة به. وقدم له فرس أشهب، في رقبته مشدة سوداء، وعليه كنبوش أسود وطلب الأمراء واحدة واحدة . وخلع عليهم، وكذلك قاضي القضاة تاج الدين، والصاحب بهاء الدين، وصاحب دیوان الإنشاء فخر الدين بن لقمان، منشي التقليد الشريف، وطلع على المنبر الشريف، المجلل بالأطلس الأصفر، وقرأه على الناس كافة، ونسخته :
Shafi 101