Al-Rawd al-Zahir fi Sirat al-Malik al-Zahir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Nau'ikan
ذكر واقعة الأمير عز الدين الحلي
لما كان يوم الاثنين منتصف ذي الحجة سنة أربع وستين وستمئة جلس الأمير عز الدين ومعه الصاحب والقضاة بدار العدل، وإذا بإنسان يخرق الصفوف وبيده قصة، فوقف قدامه، وكانت بيده سكين بين أثوابه وعمد إلى حلق الأمير عز الدين فضربه، فأمسكها الأمير عز الدين بيده، فجرحت يده، ثم رفسه بر جله، ونام على ظهره، فوقع، وقصد أن يضربه مرة أخرى، أو يضرب الصاحب، فرجعت السكين في فؤاد الأمير صارم الدين المسعودي فمات في ساعته ؛ وكان فخر الدين، والي الجيزة، حاضرة، فأمسكه ورماه، فوقع على قاضي القضاة عز الدين فسلمه الله، وضربته السيوف فمات. وحمل الأمير عز الدين إلى داره بالقلعة، وحضر المزينون، فوجد مكان السكين بين البلعوم والمنحر، ووجد في اذن الفقير قطن، وعرف أنه جاندار کانت به شعبة من الجنون، وأنه كان أكل حشيشة. ووصل الخبر إلى السلطان، وهو راجع من جهة أفامية، فشق ذلك عليه.
قال مؤلف السيرة : «حكي المولى الأتابك قال : لما بلغ السلطان خبر الأمير عز الدين الحلي قال : «والله يهون علي موت ولدي بركة، ولا يموت الحلي » ؛ قال الأتابك : « فقلت : يا خوند ! والله طيبت قلوبنا إذا كنت تشتهي لو فديت غلاما من غلمانك بولدك وولي عهدك ؛ فأي جزاء مجازيك به ؟».
Shafi 249