228

لا أدركت تلك الأهلة دهرها ... نقصا ولا تلك النجوم أفولا # والمفتي هذا نجله الأمجد، فلك سما السها والفرقد (¬1). واحد # الفضل ومرجعه، ومنبع العلم وموضحه. الذي عقدت عليه الخناصر، وتوارث الفضل كابرا عن كابر. فهو الذي أورق (¬1) غصن شبابه في ساحة المجد والفتوة، حيث ناداه قلم الإفتاء من أعلى (¬2) هامات الفضل يا يحيى خذ الكتاب بقوة. قد عقدت رايات الكمال عليه وانتشرت، وضمخت جوانبه بعبير المعارف وانتثرت.

سطعت أنوار الإفادة من جانبه في كل مقام، فأشرقت شمس أفضاله على رءوس الربى (¬3) وهامات الآكام. فاسترق بلفظه الرائق أبناء الزمن، فكان أدبه ألذ للعيون من معاطاة الوسن. فهو المستعذب الأدب والعرفان، والماجد الذي يكل عن وصفه اللسان، ويمل عن حصر نعوته ووصفه البيان. فكم له في الأدب من فنون تبهر العيون، وتحير الظنون. وكيف لا وهو من بيت الوحي والرسالة الحائزين لأصناف الحزم وأصناف البسالة. لهم سطور أدب منقوشة على صحايف الدهور، ونظم شعر يشاكل العبير ويشاكه المنثور (¬4) وهم كما قيل:

لهم شعر كشعر أبي نواس ... على روض كنظم أبي فراس

Shafi 259