Wasiku na Jahiz

al-Jahiz d. 255 AH
62

Wasiku na Jahiz

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Nau'ikan

ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح . فمواقف الناس في الجهاد على أحوال، وبعضهم في ذلك أفضل من بعض، فمن دلف إلى الأقران واستقبل السيوف والأسنة كان أثقل على أكتاف الأعداء لشدة نكايته فيهم ممن وقف في المعركة وأعان ولم يقدم، وكذلك من وقف في المعركة وأعان ولم يقدم إلا أنه بحيث تناله السهام والنبل أعظم عناء وأفضل ممن وقف حيث لا يناله ذلك. ولو كان الضعيف والجبان يستحقان الرئاسة بقلة بسط الكف وترك الحرب، وأن ذلك يشاكل فعل النبي

صلى الله عليه وسلم ، لكان أوفر الناس حظا في الرئاسة وأشدهم لها استحقاقا حسان بن ثابت! وإن بطل فضل علي في الجهاد لأن النبي

صلى الله عليه وسلم

كان أقلهم قتالا - كما زعم الجاحظ - ليبطلن على هذا القياس فضل أبي بكر في الإنفاق؛ لأن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

كان أقلهم مالا! وأنت إذا تأملت أمر العرب وقريش ونظرت السير وقرأت الأخبار عرفت أنها كانت تطلب محمدا

صلى الله عليه وسلم

وتقصد قصده وتروم قتله، فإن أعجزها وفاتها طلبت عليا وأرادت قتله؛ لأنه كان أشبههم بالرسول حالا وأقربهم منه قربا وأشدهم عنه دفعا، وأنهم متى قصدوا عليا فقتلوه أضعفوا أمر محمد

صلى الله عليه وسلم

وكسروا شوكته؛ إذ كان أعلى من ينصره في البأس والقوة والشجاعة والنجدة والإقدام والبسالة. ألا ترى إلى قول عتبة بن ربيعة يوم بدر وقد خرج هو وأخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة فأخرج إليهم الرسول نفرا من الأنصار فاستنسبوهم فانتسبوا لهم فقالوا: ارجعوا إلى قومكم، ثم نادوا: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال النبي

Shafi da ba'a sani ba