255

Wasiku na Jahiz

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Nau'ikan

في يوم مؤتة لا ينفك طيارا

أبو عمارة: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وقد كان يكنى أبا يعلي. والثاوي في يوم مؤتة: جعفر بن أبي طالب. وقال رجل من الأنصار من ولد أبي زيد القاري، وذكر أمر الأنصار وأمر قريش:

دعاها إلى استبدادها وحقودها

تذكر قتلى في القليب تكبكبوا

هنالك قتلى لا تؤدى دياتهم

وليس لباكيها سوى الصبر مذهب

فإن تغضب الأبناء من قتل من مضى

فوالله ما جئنا قبيحا فتعتبوا

فصل منه : قد حكينا قول من خالفنا في وجوب الإمامة وتعظيم الخلافة، وفسرنا وجوه اختلافهم، واستقصينا جميع حججهم إذ كان على عذر لمن غاب عنه خصمه وقد تكفل بالإخبار عنه في ترك الحيطة له والقيام بحجته، كما أنه لا عذر له في التقصير عن إفساد ما يخالفه وكشف خطأ من يضاده عند من قرأ كتابه وتفهم حجته؛ لأن أقل ما يزيل عذره ويزيح علته أن يكون قول خصمه قد استهدف لعقله وأضجر لسانه، وقد مكنه من نفسه وسلطه على إظهار عورته، فإذا استراح من شغب المنازع ومداراة المستمع لم يبق إلا أن يقوى على خلافه أو يعجز عنه، ومن شكر المعرفة بمعايب الناس ومراشدهم ومضارهم ومنافعهم أن يحتمل ثقل مؤنتهم وتقريعهم وأن يتوخى إرشادهم وإن جهلوا فضل من يسدي إليهم، ولن يصان العلم بمثل بذله، ولن تستبقى النعمة فيه بمثل نشره.

واعلم أن قراءة الكتب أبلغ في إرشادهم من تلاقيهم؛ إذ كان مع التلاقي يقوى التصنع ويكثر التظالم وتفرط المضرة وتنبعث الحمية، وعند المزاحمة تشتد الغلبة وشهوة المباهاة والاستحياء من الرجوع والأنفة من الخضوع ، وعن جميع ذلك تحدث الضغائن ويظهر التباين.

Shafi da ba'a sani ba