عين كفاع في 3 آب 1952
بيني وبين أمين الريحاني
لما أسميت ابني محمدا
وجدت في الريحاني أخا رأسي ساعة عرفته عام 1908. أما كيف عرفته فقد سردت خبر ذلك في غير هذا الموضع. جاءنا الريحاني من أميركا صوفيا، ولكن صوفيته كانت غير مائعة فأحببته. جاء من بلاد العم سام ومعه في جرابه «بزور للمزارعين» فألقاها في تربة بلاده، ثم استحالت صوفيته عملا فصار كاتبا نضاليا، فمشيت وإياه ورافقته حتى آخر خطوة، فأعجبني منه تصلبه؛ فلم يكن قط كبعض أصحابنا مع كل خيل مغيرة.
كان أمين أول من حلم «بالجامعة العربية» وسعى لها، وفي كتابه ملوك العرب وغيره بيان ذلك. ولسوء حظه لم يكتب له أن يعيش ليرى ثمرة نضاله، ولكن هذا لا يعني الفيلسوف العامل فهو يحيا للأجيال، وفي الأجيال، ومع الأجيال.
ليس هنا مقام درس الريحاني؛ فلهذا موضعه في كتبي. أما الآن فأقول ما لا بد منه في كتابي هذا، فهو صورة لقضية لم أدع التبجح بها إلا حين صار القول فيها مباحا، وكثر المدعون، وحام حولها المتذبذبون الاستغلاليون ...
أسميت ابني محمدا عام 1926، فكان الريحاني أول من طرب وانتشى لهذا العمل. أدرك أبعد مداه؛ فكتب إلي هذا الكتاب:
أخي مارون عبود
أصافحك بيدي الحب والإعجاب، وأهنئك بصبيك الجديد، وأهنئه باسمه الأجد، وبالقصيدة التي نظمتها له ولهذا الوطن الغني بالأديان، الفقير بين الأوطان.
أحسنت يا مارون، أحسنت وخير الآباء أنت.
Shafi da ba'a sani ba