============================================================

[33] رسالة التحذير والتنبيه

بسم الأزلي القديم، والمولى الكريم، والرب الرحيم، الواحد المنزه عن صفة الآحاد، والفرد الذي لا يشاكل الأفراد ، المتعالى عن سمة الأعداد والأنداد، المولى المتعاظم عن معنى الصاحبة والأولاد، الحاكم الذي ضعت لهيبته جميع العباد. لم يتجانس مع المتجانسين، ولم يبلغ كنه وصفه الواصفين، ولا تدركه أبصار الناظرين، ولا تحوط بهويته أفكار المتفكرين. مبدع المبدعات بقدرته، وموجد الأشياء بمشيئته ، الذي اوجد القلوب عرفان طاعته، فاخذت القلوب من معرفته ما احتملت، وكشف الها من مكنون سره ما علمت، ابدع الأشياء بلا مثال، وهو الباقي الذي ما لملكه زوال؛ انفرد بالإلاهية، وايد أهل طاعته بروح قدسية ابدع الحدوذ الروحانيات، ورفع بعضهم على بعض درجات، وخصني وفضلني عليهم بالتأييد والبركات.

فالحمد لمن ابدعني من نوره، وايدني بروح قدسه، وخصني بعلمه وفوض إلي أمره، واطلعني على مكنون سره. وأنا أصل مبدعاته ، وصاحب سره وآماناته، المخصوص بعلمه وبركاته. آنا صراطه المستقيم وبأمره حكيم عليم. أنا الطور، والكتاب المسطور، والبيت المعمور. أنا صاحب البعث والنشور. أنا النافخ بإذن المولى سبحانه في الصور. أن امام المتقين، والعلم المبين، ولسان المؤمنين، وسند الموحدين. آنا صاحب الراجفة، وعلى يدي تكون النعم المترادفة. أنا ناسخ الشرائع، ومهلك اهل الشرك والبدائع. آنا مهدم القبلتين، ومبيد الشريعتين، ومدحض اشهادتين. أنا مسيح الأمم، ومني افاضة النعم، وعلى يدي يحل بأهل اشرك النقم. أنا النار "الموقدة، التي تطلع على الأفئدة" [7-6/104] ..

Shafi 678