============================================================
ومن رايت من جميع الحدود والدعاة والمأذونين والنقباء قصر عن الخدمة وبان لك منه زلة، فابدله بغيره بعد ان تتبين لك جارحته بشاهدين قتين موحتدين يشهدان في وجهه بخطائه، فإن تاب فتب عليه بعد ان يقسم بمولانا جل ذكره انه لا يعود إلى خطاء مثله، واوصهم بحفظ بعضهم بعضا، ولا يمشي أحد منهم إلا ومعه شيء من السلاح واقله سكين.
وانت على الخدمة التي استندبتك إليها من الوقوف بالحضرة الطاهرة، والأنوار الزاهرة، والمقامات الباهرة، وتكون على رسمك الذي رسمت لك، واخذر ان تتجاوز ما رسمت لك، واستعمل السدق واخذر من الكذب والزيادة في الألفاظ والنقصان منه ، فإن الكذب على اخيك المؤمن هو الكفر، فكيف الزيادة على ألفاظ المولى جل ذكره وقل الحق ولا تستحي متي ولا تفزع "فما على الرسل إلا البلاغ المبين" 54/24]؛ واستعمل السدق ولو كان فيه المشقة، ولا تتقدم إلى الحضرة الا بعد ان تدعوك، ولا تتكلم بحرف واحد إلا بعد ان تسألك عنه وتتكلم بالدعاء الذي امرتك به في تقليدك الأول، وتقول في أوله السلام خفيا غير ظاهر، منك يا مولانا السلام، وإليك يعود السلام وأأت أحق بالسلام، ودعوتك هي دار السلام، تباركت وتعاليت رتنا أعلى ذا الجلال والإكرام؛ وتتم له الدعاء إلى آخره، ولا تلج في السؤال، ولا ترفع صوتك، ولا تحرك يدك، ولا تشير بعينك، ولا ترفع اسك عند الكلام، وقل الحق ولا تخش إلا ذنبك، ولا تعبد إلا ر بك، العلي الأعلى الحاكم الأحد، الفرد الصمد، المنزه عن الصاحبة والولد، ولا تخف عني جميع ما أنت فيه ، وما يتجدد في كل يوم من امور المستجيبين من خيرهم وشرهم، واوصيك بهم كما اوصاني بهم
Shafi 648