============================================================
فإذا كان(1) هذا تلبسا على الأرواح (ما لها من الأزلية)(2) نعيما ليس من جس النعيم المعقول وسخاء بالحق لا من جنس السخاء المعلوم إذكان عز وجل لا يجس ولا يحس ولا يبدل ذاتيته ولا يعلم أحد كيفية لطائفه في خلقه وإنما معنى ال ذلك رباني لا تعلم غيره ولا يقدر عليه إلا هو. ولهذا قلنا إذن(2) إن الحق أفنى ما بدا عليه وإذا استولى كان أولى بالاستيلاء وأحق بالغلبة والقهر.
قلت: فما(4) يجد أهل هذه الصفة وقد (محى)(5) اسم وجودهم وعلومهم؟
قال: وجودهم بالحق بهم وما بدا عليهم بقول وسسلطان غالب لا ما طالبوه فأدركوه(1) وتوهموه بعد الغلبة فيمحقها ويفنيها قانه غير متشبث بهم ولا منسوب اليهم. وكيف يصفون أو يجدون مالم يقوموا فيحملوه أو يقاربوه فيعلموه، وإن آية(1) الدليل على ذلك من الخبر الموجود، أليس قد روى عن النبي أنه قال : قال الله عز وجل: لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصربه0(8، وفى الحديث زيادة في الكلام غير أنى قصرت الحجة منه في هذا الموضع، فاذا كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به فكيف ذلك بكيفيته آو تحده بحد تعلمه. ولو ادعى ذلك مدع لأبطل في دعواه لأنا لا نعلم ذلك كائنا بجهة من الجهات بعلم أو بعرف.
وانما معنى ذلك آنه يؤيده ويوفقه ويهديه ويشهده ماشاء كيف شاء بإصابة الصواب وموافقة الحق وذلك فعل الله جل وعز(2) فيه وما وهبه له منسوبة إليه لا (1) في ط: إنما.
(2) ليست في خ (3) موجودة فيع، وليست في خ، ولا في ط.
(4) فيع : فماذا.
(5) في الأصل: محوت.
(2) في ط: فاذكروه.
(7) ليست في ط: (8) دواه البخاري في صحيحه عن أيي هريرة، في كتاب الرقاق، حديث رقم: 1021.
(4) في ط: عز وجل
Shafi 140