============================================================
ثم سمعته يقول: وهينيه ثم استتر بي عني فأنا أضر الأشياء علسى الويل لي منى اكادني وعنه بي خدعني كان حضوري سبب فقدي و كانت متعتي بمشاهدتي كمال جهدي فالآن عدمت قواي لفناء سري لا أجد ذوق الوجود ولا أخلوا من تمكين الشهود ولا أجد نعيما من جنس النعيم ولا (أجد)(1) التعذيب من جنس التعذيب فطارت المذاقات عنى وتفانت اللغات من وضعي فيلا صفية تبدى ولا داعية تجدي كان الأمر في إبدائه كما لم يزل في ابتداثه.
قلت فما أبان منك هذا النطق ولا صفة تبدوا ولا داعية تجدي(4) قال نطقت بغيبتي عن حالي ثم أبدى على من شاهد قاهر وظاهر شاهر افناني بانشائي كما أنشأني بدها في حال فنائي فلم أوثر عليه لبرائته من الآثار ولم أخبر عنه إذ كان متوليا للأخبار ليس قد محى رسمي بصفته وبامتحاني فان علمي في قربه فهر المبديء كما هو المعيد.
قلت: فما قولك افناني بانشائي كما أنشاني بدءا في حال فنائي؟
قال: أليس تعلم أنه عز وجل قسال: ( واذ أخذ ربك من بنى :ادم الأعراف: 172/ إلى قوله تعالى: { شهدنا} فقد أخبرك عز وجل أنه خاطبهم وهم غير موجودين إلا بوجوده لهم إذا كان واجدا للمخليقة بغير معنى وجوده لانفها بالمعنى الذي لا يعلمه غيره ولا يجده سواه، فقد كان واجدا محيطا شاهدا عليهم بدها في حال فنائهم عن بقائهم الذين كانوا في الأزل فذلك هو الموجود الرباني والادراك الإلهي الذي لا ينبغي إلا له جل وعز.
ولذلك قلنا إنه إذا كان واجدا للمعبد يجرى عليه مراده من حيث يشاء بصفته المتعالية التي لا يشارك فيها كان ذلك الوجود اتم الوجود وأمضاه لا محالة، وهو اولى وأغلب وأحق بالغلبة والقهر وصحة الاستيلاء على ما يبدو عليه حتى يحى رسمه عامة ويذهب وجوده إذ لا صفة بشرية ووجود ليس يقوم به لما ذكرنا تعاليا من الحق وقهره.
(1) بياض في الاصل، والكلمة من ط.
(2) الكلمة في أصل المخطوط: تجدوا. وفى ط: تحدوا.
Shafi 139