والجواب: أن الإجماع لا ينعقد إلا بكل الأمة، وبيعة أبي بكر لم يحضرها بنو هاشم وكثير من المهاجرين والأنصار، فهذا علي والحسنان وفاطمة والعباس وأولاده، وبقية بني هاشم والزبير بن العوام، وأبو ذر وعمار وسلمان وكثير من الإنصار، فأين الإجماع!؟
واستمر الخلاف، ولم يبايع علي قيل إلا بعد موت فاطمة عليها السلام، وقيل لم يبايع، وقد شاع من الأنصار الخلاف عندما خرج سعد بن عبادة إلى السقيفة وطلب البيعة لنفسه، واستمر على خلافه حتى قتل كما أشار إليه الناظم رحمه الله، وندم كثير من الأنصار وكثير من المهاجرين على بيعتهم لأبي بكر، وهتفوا باسم علي عليه السلام، وقيلت في ذلك الإشعار كما قال لسان الأنصار وشاعرهم النعمان بن عجلان:
وكان هوانا في علي وإنه .... لأهل لهابا عمرو من حيث لا تدري
وفي شرح ابن أبي الحديد، وكتب التاريخ كثير بالغ حد التواتر المعنوي، وإنكار أمير المؤمنين وتجرمه وتظلمه من بيعة أبي بكر معلوم قد ملئت به الصحائف، ورواه المخالف والموالف، فكيف يصح الإجماع، فبطلان ذلك معلوم لا يمتري فيه إلا جاهل محروم أو متجاهل ملوم، وعند الله تجتمع الخصوم.
Shafi 75