القسطلاني في "إرشاد السَّاري شرح صحيح البخاري" (١).
ولم يُصب في قوله: "لم يخرجه مالك في موطأه". وقد تَبعَ فيه الحافظَ ابنَ حجر العسقلاني، حيث قال في "فتح الباري" (٢)، وغيره كذلك، فإنَّ هذا الحديث موجودٌ في موطأ مالك برواية محمد بن الحسن (٣)، وقد أوْضَحتُ ذلك في حاشيتي عليها المسمَّاة بـ "التعليق المُمَجَّد على مُوَطأ محمَّد" (٤).
وهذا الحديثُ يدلُّ على أنَّ ثوابَ الأعمال، أو صحَّةَ الأعمال موقوفٌ على النيّة، وأنَّ المَرء لا يحصلُ له إلَّا ثوابُ ما نَوى، أو صحَّةُ ما نوى لا غيره، فكيف يمكنُ أن تتأدَّى فوائت كثيرة بصلاةٍ أُدِّيْت بنيّة النَّفْل، فإنَّما لكل ما نوى.
وقد ذكر في "فتح القدير" في باب الوتر عن "التجنيس" (٥) وغيره أن
_________
= في "السنن" (١٠: ٥٠)، وابن حبان (٣٨٨)، و(٣٨٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١: ٤١ و٢٩٨) (٢: ١٤) (٤: ١١٢ و٢٣٥) (٥: ٣٩) (٦: ٣٣١) (٧: ٣٤١).
(١) ١: ٥٧.
(٢) قال الحافظ في "الفتح" ١: ١١: "إن هذا الحديث متَّفق على صحته أخرجه الأئمة المشهورون إلَّا الموطأ"، وَوَهِمَ من زعم أنَّه في "الموطأ" مغترًا بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك".
(٣) أخرجه مالك في "الموطأ" برواية محمَّد بن الحسن برقم (٩٨٢).
(٤) ٥١٣:٣، ٥١٤.
(٥) للإِمام برهان الدين المرغيناني المتوفى سنة ٥٩٣، وهو كتاب لبيان ما استنْبَطَهُ المتأخِّرون، ولم ينص عليه المتقدمون كما في "الكشف" ١: ٣٥٣.
1 / 25