ومن منافعه أنه يسلس اللسان الثقيل من البلغم إذا شرب منه كل يوم أوقيتين على الرِّيق بوزن درهم دار صيني مسحوق، سبعة أيام، ويُقطع عنه أربعة عشر يومًا، يفعل ذلك إلى أن يبرأ، وإذا أدمن الاستنجاء به أصحاب البواسير نفعها ودملها وذهب الصفار من وجوه أصحابها. ومن منافعه أنه يقوي المعدة، ويسُدُّ خَمَلها ويحفظ القوى الأربع التي فيها: الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة، ويجلو الرطوبات الراكدة المفسدة من سائر البدن، وإذا غسلت به الجراحات، أذهبت الأدران والأوساخ منها، وإذا نام الإنسان عليه من غير سكر نعم البدن وسمَّنه وحسنَّ اللون. ويجلو الطحال من الأخلاط العكِرة، ويغسل الأمعاء من بقايا الأدوية المسهلة إذا شُرب مفتَّرًا ممزوجًا.
ومنها أن البدن يغتذي به غذاءً محمودًا ويزيد في أفكاره وقوته، ومنها أنه يبرئ الأسقام الطويلة المزمنة، ويُحسِّنُ الخلقَ السيِّئ الشديد. ومنها أنه ينفع من الحمى الرِّبع الطويلة إذا شُرب منه في كل يوم الشيء اليسير الخفيف مقدار خمسة دراهم بالماء، وهو مع ذلك يسهّل سلوك الماء ويُنفذه إلى الأعضاء التي قد جفَّت من الحمّى، ويرطبها إذا كُسر بالماء، تكون واحدة شرابًا وخمسة ماءً، [فإنه] ينفع صاحب حمّى يومين الحادثة من الأرق والسهرِ، يرطبه ويصيره إلى النوم، وكذلك الحمّى المتولدة من الحرِّ والغضب لأنه يصير إلى الرضى والسرور، وينفع من الغثيان الدائم إذا شُرب بالماء الحار وألقي فيه شيء من الخل الخمر، لأنه إن كان من مرار أحدره إلى أسفل، وإن كان من بلغم أثاره إلى فوق، وأصحاب الوسواس السوداوية إذا سُقوا منه وأُسمعوا الألحان والملاهي، ويكون ممزوجًا، فإن ذلك يرطب من يبس أدمغتهم ويسكِّن من كثرة كلامهم وينومهم. ومنها أنه يثير الرارة الغريزية وينبهها حتى تدور في البدن، ومنها أنه يشدُّ القوى انفسانية التي بها تقوى الحواس والأعضاء، وتحدث النشاط، وجملة الأمر في الشراب، أنه إذا شرب على هدوءٍ وسكون ومع من يُحب أن يشرب معه وبمقدار كان الدواء أقرب منه إلى الداء.
1 / 66