أبي الحسن الماوردي، وعن الراغب الأصبهاني، وعن الكرماني في العجائب، وعن السخاوي في جمال القراء، وعن ابن حجر في شرح البخاري، وعن البخاري في صحيحه، وعن القرافي في فروقه، وعن ابن فارس في كتاب الأفراد، وهكذا دأبه في مقدمات كتبه.
ولذا ما وصف به السخاوي السيوطي من الهوس والحمق، فلكل حق حقيقة، وهذا كلام لا يرضى به عاقل نظر في مؤلفات هذا العالم.
قال الشوكاني وسجل على الإمام السخاوي في البدر الطالع، حيث قال عن السخاوي: " السخاوي في الضوء اللامع ترجمه ترجمة مظلمة، غالبها ثلب فظيع وسب شنيع، وانتقاص وغمط لمناقبه -يعني ْبذلك الإمام السيوطي- تصريحًا وتلويحًا، ولا جرم فهذا دأبه في جميع الفضلاء من أقرانه " (١) .
وقد عيب على السيوطي جمعه في كتبه للأحاديث الضعيفة، والجواب على ذلك: أنَّ هذا دأب العلماء يجمعون الأحاديث بأسانيدها وكانوا بياطرة الحديث في معرفة ضعيفه من سقيمه، ومن ذكر الإسناد فقد أخرج نفسه من التبعة.
وأما الشيخ القسطلاني (ت: ٩٢٣ هـ) فلم تدم خصومته كثيرًا، حيث ذهب إلى السيوطي معتذرًا فقبل عذره.
وأما ابن الكركي (ت: ٩٢٢ هـ)، فقد كان يتَّهم السيوطي بالفقر، والبلادة في معرفة علم الحساب، وهذه أمور لا تزري، وهي قول عالم من أقرانه وقد رد السيوطي عليها وفندها.
_________
(١) البدر الطالع (١/٢٢٩)، وانظر: الضوء اللامع (٢/٦٥) .
المقدمة / 24