عائشة ﵂ عن النبي ﷺ قال: "من امتشط قائمًا ركبه الدين" (٣٠) وقال: إن هذا الحديث هو مما وضعه الجوبياري، وأبو البختري قاضي مدينة المنصور كذاب أيضًا، ولم ينفرد به الجوبياري عن أبي البختري فقد رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من طريق الحاكم أبي عبد الله النيسابوري من رواية أحمد بن خالد النيسابوري عن أبي البختري، ويكفي رده بأبي البختري، قال أحمد: كان يضع الحديث وضعًا فيما نرى، وقال ابن معين: كان يكذب عدو الله، وقد وردت أحاديث في التشديد في الدين فيها ضعف فأردت إيرادها وبيان ضعفها منها: ما رواه الحاكم في المستدرك قال: أنبأنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأنا محمد بن غالب، حدثنا بشر بن عبيد الدارسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "الدين راية الله في الأرض، فإذا أراد أن يذل عبدًا وضعها في عنقه" (٣١) وقال: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم
_________
(٣٠) موضوع:
أخرجه ابن عدي في الكامل (١/ ١٧٨)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٥٤) من طريق أحمد بن عبد الله الهروي عن أبي البختري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضى الله عنها- مرفوعًا به.
وهذا موضوع فيه علتان:
١ - أحمد بن عبد الله الهروي هو الجوبياري:
قال ابن حبان: دجال من الدجاجلة كذاب، وكذبه النسائي والدارقطني، وقال الذهبي:
الجوبياري ممن يضرب المثل بكذبه.
٢ - أبو البختري وهو وهب بن وهب.
قال أحمد: كان يضع الحديث فيما نرى، وقال يحيى بن معين كان يكذب عدو الله، قال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا تجوز الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب، وقال إسحاق بن راهوية: كان كذابًا وقال أبو حاتم: كذاب.
(٣١) موضوع:
أخرجه الحاكم (٢/ ٢٤) من طريق بشر بن عبيد الدارسي ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا به، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه فتعقبه الذهبي بقوله: بشر واهٍ =
1 / 43