ولمواجهة النفوذ الأموي التف العباسيون والعلويون وسائر بني هاشم تحت لواء واحد، ونادوا بأحقية أهل البيت بالخلافة، دون أن يسموا أحدا بعينه، وهي ما كان يعرف بالدعوة للرضاء من آل محمد، وكان فضلاء العلويين يحضون باحترام الناس وتقديرهم لما كانوا عليه من فضل وصلاح، مما جعل العباسيين يتسترون وراءهم طيلة المواجهة مع لأمويين، حتى إن أبا العباس السفاح وأبا جعفر المنصور كان ممن بايع محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي المعروف (بالنفس الزكية)(1)، إقرارا منهما بأولوية أبناء علي بالخلافة.
وبمجرد أن سقطت الدولة الأموية قفز العباسيون إلى الخلافة، وتنكروا لساداتهم من أبناء علي وطاردوهم في كل مكان، وأمروا باعتقال الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية، ولكنه أفلت منهم، فنكلوا بالعلويين وأودعوهم السجون ، وظل محمد وأخوه مشردين حتى قتل محمد في مواجهة جند العباسيين بالمدينة عام (145 ه) وبعده بأسابيع قتل أخوه إبراهيم في مواجهة أخرى بالبصرة، وثار بعدهما الحسين بن علي المعروف بالفخي، فقتله جند العباسيين مع ثلة من أنصاره ب(فخ) وهم محرمون للحج سنة (169ه)، وتوسعت الشقة بين بني العباس وأبناء علي، حتى قال قائلهم:
يا ليت ظلم بني أمية دام لنا وليت عدل بني العباس في النار
وقال الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن في رسالة إلى هارون الرشيد بعد أن ذكر ما فعله بنوا العباس بأبناء على من الغدر والتشريد: « حتى لوددت أن أجد السبيل إلى الإستعانة بالسباع عليكم فضلا عن الناس»(2).
Shafi 39