Karatu a Littattafai na Aqida
قراءة في كتب العقائد
Nau'ikan
ولا ريب أن ما فعله الحسن كان خيرا للظروف السابقة التي سبق شرحها التي تختلف عن ظروف الإمام علي، فلذلك لا يتناقض من قال: كان الإمام علي محقا في قتال البغاة وكان الحسن بن علي محقا في التصالح معهم نظرا لاختلاف الظروف والأحوال مثلما كان النبي (صلى الله عليه وسلم) محقا عند قتال الكفار وكان محقا عند التصالح معهم، إذ أن القتال والصلح يدور مع الاستطاعة والقدرة فمتى رأى الإمام أن الخير في القتال قاتل ومتى رأى أن الصلح أولى صالح فتعلم الناس من الإمام علي وجوب قتال الفئة الباغية الخارجة على الإمام الشرعي والسيرة في ذلك وكونها تختلف في أحكامها عن السيرة في قتال المشركين والكفار ولذلك قال غير واحد من أهل العلم كأبي حنيفة والشافعي وابن حزم:(رحم الله عليا لولاه لما عرفنا كيف نقاتل أهل البغي) أو (كيف السيرة في قتال أهل البغي) كما تعلم الناس من الحسن اختيار أخف الضررين.. ولكن من كابر وأصر على تصويب علي أو الحسن مع تخطئة الآخر، فلا ريب أن عليا هو الأصوب لكثرة الأدلة الشرعية والعقلية التي معه بعكس الحسن إذ ليس معه إلا حديث واحد مختلف فيه بين الوصل والإرسال وهو حديث (ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين..) وليست دلالته كدلالة حديث عمار ولو كان الحسن في ظروف الإمام علي لكان مخطئا في التصالح مع البغاة ذلك الصلح الذي ينقل الخلافة إليهم ليفسدوا فيها الفساد الكبير.
Shafi 91