قال ابن كثير: ((وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لأميره مسلم ابن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، مع ما انضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم. وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن زياد، وقد وقع في هذه الأيام الثلاثة من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يحد ولا يوصف. وقد أراد بإرسال مسلم توطئة لملكه ودواما لأيامه من غير منازع ولا معارض، فعاقبه الله بنقض قصده، وحال بينه وبين ما يشتهيه فقصمه الله قاصم الجبابرة، وأخذه أخذ عزيز مقتدر {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذه أليم شديد}.
وإن كان استشهد يزيد بشعر (ابن الزبعرى) المار فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين، وإن لم يكن استشهد فلعنة الله على من وضعه عليه ليشنع عليه به.
ومنع من لعنه آخرون، صنفوا فيه أيضا، آخرهم شيخنا المحيوى النعيمي الشافعي وقالوا: لئلا يجعل لعنه وسيلة إلى أبيه، لأنه واحد من الصحابة، وحملوا ما صدر عنه من سوء التصرفات على أنه نازلة وأخطاء، قالوا: إنه كان مع ذلك إماما فاسقا، والإمام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح قولي العلماء بل ولا يجوز الخروج عليه لما في ذلك من إثارة الفتنة، ووقوع الهرج، وسفك الدماء الحرام، ونهب الأموال، وفعل الفواحش مع النساء (وغيرهم) قال ابن كثير:
Shafi 54