وقد اختلف العلماء في الترخيص في لعن يزيد بن معاوية، وهو رواية عن أحمد بن حنبل اختارها الخلال وأبو دكن عبد العزيز والقاضي أبو يعلى وابنه القاضي أبو الحسن، وانتصر لذلك أبو الفرج بن الجوزي في مصنف مفرد، وجوز لعنه، وصرح بجواز لعنه ولعن أعوانه الشيخ سعد الدين التفتازاني وغيره واستدلوا بما خرج البخاري من حديث عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول]: ((لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء)). وأخرج مسلم من حديث دينار عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء)). وأخرج النسائي عن ابن السائب بن خلاد، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة لا صرفا ولا عدلا)).
وأخرج الدارقطني عن محمد وعبد الرحمن ابني جابر بن عبد الله قالا: ((خرجنا مع أبينا يوم الحرة وقد كف بصره فقال: ((تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ))، فقلنا: ((ياأبه وهل أحد يخيف رسول الله؟)) فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أخاف أهل هذا الحي من الأنصار فقد أخاف ما بين هذين يديه على جبينه)). قال الدارقطني: ((تفرد به سعد بن عبد الحميد لفظا وإسنادا)).
Shafi 53