============================================================
(" وهذه القواعد مهمة في الفقه، عظيمة النفع، وبقدر الإحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف.."(1) واليوم وقد بلغت الحضارة مبلغا لايدركه الخيال، وأغرقتنا بسيل من الاكتشافات العلمية الحديثة نتج عنها تغير في سلوك الإنسان وحياته، فجدت مسائل لم تكن معروفة، وطرأت نوازل جديدة، ويعيش المسلم الحريص على التزام شرع الله في حيرة من أمره، يريد أن يعرف حكم الله في كل ما يغرض له من قضايا ليكون على بينة من أمره، وإبراء لذمته: ونحن نؤمن بكمال شريعتنا، وأن الله سبحانه وتعالى ما ترك قضية إلا بين حكمها: مافرطنا في الكتاب من شيء}(2)، ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء(2)، اليوم أكملت لكم دينكم}(4) ، فكل ما يجد من قضايا ونوازل فإن لله حكما فيها، قال الشافعي : ( فليس تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها "(5).
وهنا تأتي الحاجة ماسة إلى علم القواعد الفقهية، ومقاصد الشريعة؛ إذ هما المعين الذي لاينضب، والتعمق فيها يفتح المجال أمام (1) القروق، الطبعة الاولى (مصر: مطبعة دار إحياء الكتب العربية، 1344 ه)، .31 (2) سورة الأنعام، الآية 38.
(3) سورة النحل، الآية 89 4) سورة المائدة، الآية 3.
5) الرسالة، ص2
Shafi 8