كَانَت قريبَة فِي علم الله سُبْحَانَهُ وَلَو ذكرت لعظم الْخَوْف وَأعْرض النَّاس عَن الْأَعْمَال وَخَربَتْ الدُّنْيَا
فَهَذَا الْمَعْنى لَو اتجه وَصَحَّ فَيكون مِثَالا لهَذَا الْقسم
الْقسم الثَّالِث أَن يكون الشَّيْء بِحَيْثُ لَو ذكر صَرِيحًا لفهم وَلم يكن فِيهِ ضَرَر وَلَكِن يكنى عَنهُ على سَبِيل الإستعارة وَالرَّمْز ليَكُون وقعه فِي قلب المستمع أغلب وَله مصلحَة فِي أَن يعظم وَقع ذَلِك الْأَمر فِي قلبه كَمَا لَو قَالَ قَائِل رَأَيْت فلَانا يُقَلّد الدّرّ فِي أَعْنَاق الْخَنَازِير فكنى بِهِ عَن إفشاء الْعلم وَبث الْحِكْمَة إِلَى غير أَهلهَا فالمستمع قد يسْبق إِلَى فهمه ظَاهر للفظ والمحقق إِذا نظر وَعلم أَن ذَلِك الْإِنْسَان لم يكن مَعَه در وَلَا كَانَ فِي مَوْضِعه خِنْزِير تفطن لدرك السِّرّ وَالْبَاطِن فيتفاوت النَّاس فِي ذَلِك وَمن هَذَا قَالَ الشَّاعِر
(رجلَانِ خياط وَآخر حائك ... متقابلان على السماك الأعزل)
(لَا زَالَ ينسج ذَاك خرقَة مُدبر ... ويخيط صَاحبه ثِيَاب الْمقبل)
1 / 125