فانفلت يحيى من بين يديه عجلان، وهو يقول: «رأيت في النجوم أنك لا تفعلها.»
وشيعه أبو العباس ضاحكا، ثم وثب إلى ظهر حصانه.
وبلغ يحيى بن علي المنجم دار الموفق فدخل، وكان الأمير في مجلسه قد جاءه البريد من خراسان والجبل
59
فهو ينظر فيه، غير ملتفت إلى شيء مما حوله حين دخل يحيى فقال: «السلام على مولاي الأمير ورحمة الله.»
ثم اتخذ مجلسه من الأمير على مقربة.
ورفع الموفق رأسه عن كتابه ثم أقبل على نديمه يحييه ويلطف له ...
قال يحيى: «لقد مررت الساعة بالأمير أبي العباس ابن مولاي، وهو يعرض الجند في الميدان، وها أنا ذا أرى مولاي حبيسا بين هذه الكتب، أفليس اليوم يا مولاي عيدكما وعيد الناس؟»
قال الموفق: «ماذا قلت؟ ولدي أبو العباس يعرض جنده؟ فلقد كنت على أن أبعث إليه
60
Shafi da ba'a sani ba