وبعث الموفق إلى ابن طولون يطلب معونته بالمال على قتال صاحب الزنج، يريد بذلك أن يجعله بين أمرين: الطاعة الصريحة، أو العصيان السافر.
وفهم ابن طولون ما عناه الموفق، وعلم أن وراء ذلك أمرا يكاد يلمح بواكيره، فأراد أن يبلي عذرا مما اعتزم،
53
كي لا تكون عليه حجة من بعد، فبعث إلى الموفق بمال ...
وأحصى الموفق ما بعث به إليه ابن طولون، فإذا شيء لا يكاد يغني، فكتب إليه كتابا يستصغر ما أرسله، ونفث في كتابه ذات صدره وسخيمة نفسه.
54
وأجابه ابن طولون: «وأي حساب بيني وبينك، أو حال توجب مكاتبتي بمثل هذا أو غيره؟ ... أؤكلف على الطاعة جعلا،
55
وألزم للمناصحة ثمنا؟ ... أعني على ما أوثره من لزوم العهد وتوكيد العقد بحسن العشرة والإنصاف ...»
وبلغ الموفق كتاب ابن طولون، فأقلقه وبلغ منه مبلغا عظيما ...
Shafi da ba'a sani ba