﴿وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه﴾، قال العباس بن الفضل تم، وقال أبو حاتم: هو كاف ويدلك على ما قال أبو حاتم أن بعده ﴿وما للظالمين من أنصار﴾ وما لمن ظلم فكان نذره الشيطان واتبع هواه فما له من ناصر ينصره من عقاب الله جل وعز، قال العباس بن الفضل: والتمام ﴿ويكفر عنكم من سيئاتكم﴾ في قراءة من جزم ومن رفع وقف على ﴿فهو خير لكم﴾، وقال أبو جعفر: وفيه قرأت سبع موافقة للمصحف قرأتها الآية وثامنة مخالفة للسواد نذكرهما ونذكر مع كل قراءة التمام فيها إن شاء الله.
قرأ نافع وحمزة والكسائي وابن محيصن وعيسى وطلحه ويروى عن الحسن ومجاهد والأعمش وابن كثير وشبل (ونكفر عنكم) بالنون وإسكان الراء فالوقف على هذه القراءة من سيئاتكم لأن ونكفر معطوف على موضع ألف فلا ينبغي أن يوقف على ما قبله وقرأ قتاده وابن أبي اسحق وأبو عمرو ويروى عن عاصم ونكفر عنكم بالنون وضم الراء فمن جعل ونكفر مستأنفًا على هذه القراءة جاز أن يقطع على (فهو خير لكم) ومن جعله معطوفًا على ما بعد الألف وقف على من سيئاتكم، وروى حسين بن علي الجعفي عن الأعمش ونكفر عنكم بالنون وفتح الراء فعلى قول الكوفيين وهذه القراءة يجب أن يكون الوقف على (فهو خير لكم) لأنهم ينصبون على الصرف من الأول وعلى قول البصريين الوقف على (من سيائتكم) لأنهم يعطفون على الموضع ويضمرون أن فهذه ثلاث قراءات.
[١/ ١١٥]