255

Waka da Hoto

قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور

Nau'ikan

Rembrandt ) (1606-1669م) رسمها حوالي سنة 1632م، وهي محفوظة في متحف موريتسهويز، الهاج. ورمبرانت واحد من أعظم الفنانين في كل العصور، وأغزرهم إنتاجا، وأقدرهم على تحليل النفس البشرية والتعبير عن خفاياها وهواجسها وهمومها. ولد في مدينة ليدن غداة حصول هولندا على الاستقلال، وكان أبوه طحانا. قضى حوالي العام في جامعة ليدن، وتعلم على يدي رسام يدعى «سواننبورج»، ثم عاما آخر على يدي الرسام بيتر لاستمان (من سنة 1624م إلى سنة 1625م)، الذي تعرف عن طريقه على فن الباروك المبكر، كما تأثر بكل من كارافاجو (1573-1610م) وإلزهيمر (1578-1610م) ويبدو أنه نضج في سن مبكرة بحيث تتلمذ عليه الرسام «دو» (1613-1675م) الذي اشتهر برسم مشاهد الحياة اليومية وأثرى من ورائها (بين سنتي 1628 و1631م)، عندما انتقل رمبرانت إلى أمستردام واستقر فيها.

ترجع أولى لوحاته المعروفة إلى سنة 1626م، وهي تشهد على اهتمامه بالضوء وتعمقه في أسرار الشخصيات التي رسمها، واختار معظمها من العلماء، مثل لوحتيه عن «نزاع العلماء»، و«عالم في حجرة عالية السقف». وقد لفت إليه الأنظار بعد انتقاله إلى أمستردام بهذه اللوحة عن «درس التشريح للدكتور تولب» (1632م)، التي رسمها بتكليف من اتحاد الجراحين، وهي محفوظة في متحف ماوريتزهويز في مدينة الهاج. وذاعت شهرته بعد الانتهاء من هذه اللوحة كرسام دقيق التعبير عن الوجه الإنساني (البورتريه). وبدأت التكليفات تنهال عليه من شخصيات المجتمع المرموقة (مارتن داي وزوجته، جان بيليكورن مع ابنه ومع زوجته وابنته)، بجانب لوحتيه عن رجل مجهول والمرأة ذات المروحة.

تزوج سنة 1634م من «ساسكيا فان إيلنبورخ» التي أتاحت له رخاء العيش ووثقت علاقته بالطبقة الراقية، فسجل هذه النعم في أكثر من لوحة رسمها لنفسه معها أو لها وحدها. ولكن الزوجة المحبوبة لم تلبث أن ماتت سنة 1642م وتركته مع ولده الوحيد منها «تيتوس» الذي خلده في أكثر من صورة. وفي السنة نفسها رسم لوحته الشهيرة التي عرفت باسم «الحراسة الليلية»، التي جمع فيها عددا من وجوه المتطوعين للدفاع عن أمستردام (كتيبة الكابتن فرانز كوك، متحف ريجكزموس في العاصمة الهولندية).

وقل الطلب عليه ابتداء من سنة 1642م، حتى أحكم الإفلاس قبضته الخانقة عليه سنة 1656م، وأنقذته هينريكه ستوفلس - التي وظفته عندها، وعاش وابنه معها منذ سنة 1660م - من ورطته مع الدائنين. وفي هذه الفترة من حياته اتجه إلى رسم الموضوعات المستوحاة من الكتاب المقدس (مثل لوحته التالية عن داود أمام الملك شئول)، وتصوير المناظر الطبيعية ودراسة وجوه اليهود الذين كان يعيش وسطهم، ومن أهمها روائعه التي تتجلى فيها قدرته على سبر أغوار شخصياته مثل التاجر اليهودي (1650م)، واليهودي العجوز على كرسي مريح (1652م).

أما عن لوحاته الشهيرة التي صور فيها نفسه بين سنتي 1629م وسنة 1669م - وهي تبلغ نحو الستين لوحة - فتسجل كل مراحل حياته ولحظات معاناته بتعمق نفسي لا يجاريه فيه فنان آخر، وراحت العروض تنهال عليه في أواخر عمره من جهات عديدة، فأنجز مجموعة من أهم صوره مثل «درس التشريح للدكتور دايمان» (1656م)، و«مؤامرة الباتافيين» (1661م لقاعة مجلس المدينة، وهي محفوظة في المتحف الأهلي باستوكهولم)، و«صناع اتحاد النساجين» التي تعد من أعظم مجموعات (البورتريه) في تاريخ الفن (متحف ريجكس بأمستردام)، و«شمل الأسرة» التي أثرت جميعها على معاصره فرانز هالز في شيخوخته البائسة، وعلى أجيال الفنانين من بعده تأثيرا لن يخمد أو يموت. (1) مانويل ماتشادو (1874-1947م)

انظر ترجمته مع لوحة «الربيع» لبوتيتشيللي. «رمبرانت، محاضرة في علم التشريح»

أعداء النور، الذين يسكنون الأركان والأحشاء،

يظهرون على السطح أول مرة؛

رؤى عاتية ورؤى ناصعة

عن الحقيقة المخيفة، وصور من هول المحرقة.

Shafi da ba'a sani ba