274

============================================================

318 القالسون وأهل القصد الصحيح قليل ما هم، فلو تشوف العالم الى هؤلاء ليخصهم بعلمه، فقلما يجدهم، ولو بحث لوقع على الخبث الكثير، أو النفاق الكبير، وذلك بدعوى النية مع الخلو منها، فلم يبق إلا أن يجتهد في صلاح نيته هو، ويعمل على الظاهر وحسن الظن بالمسلمين، فلابد أن يكون بين الفرث والدم لبن خالص، يكون هو المقصود، وغيره فلاف له. وقد تصلح النية بعد كما قال بعض السلف: وطلبنا العلم بلا نية فجاءت النية بعد ذلك".

(على طالب العلم أن يبادر شبابه قبل فوات الأوان) الثالث: أن يبادر شبابه، وأوفات عمره بالتحصيل، ولا يشتر بالتسويف، فان المسوف لا يحصل على حاصل، وقد عدد العلماء عوائق العلم ستة، منها هذه، وهي: أن يماطل، ويطول أمله، ويغتر بالزمان المستقبل، فتتزايد الشوافل، وتضعف أسباب التحصيل. ومنها الوثوق بالذكاء، وأن سيحصل الكثير في الزمن اليسير، فينقطع دون ذلك.

ومنها أن ينتقل من علم إلى آخر، قبل تحصيل مقدار منه يكفي، أو من كتاب إلى كتاب قبل الاشتغال ومنها الغنى المطغي، واقبال الدنيا، وتقلد الولايات، والتفرغ للشهوات.

الرابع: أن يبالغ في الاجتهاد جهد الطاقة، وهو جماع الأمر، فقد قيل: "العلم إن أعطيته كلك، أعطاك بعضه، وإن أعطيته بعضك، لم يعطك شيئاه، وقيل: "لا يستطاع العلم براحة الجسم".

152 وأنشد فقهاؤنا في شان المدونة: بالدرس يدرك مني كل ما استترا قالت مسائل سحنون لقارنها ان يدرك العلم بطال ولا كسل ولا ملول ولا من يألف البشرا

Shafi 376