273

============================================================

القانسون حضيض الجهل المذموم عند الله تعالى، وللسلامة من آفات الجهل وغوائله، ونحو هذا من الوجوه الحسنة، فإن النية هي أساس الأمر، وعليها يكون العمل، قال . رإنما الأغمال بالنيات وانما لكل انري ما نوى)1، ولا يقصد بذلك استجلاب حظوظ الدنيا، ولا 151 مباهاة2 ولا مظاولة، ( ولا لتشرف منزلته، وتعظم عند العامة رتبته، ويتصدر في المجالس، وتضرب إليه اكباد الإبل، وتثحني الرؤوس بين يديه، وغير هذا من حظوظ النفس، فيكون قد استبدل الذخر الذي لا يفنى، والنفيس الثمين، بالتافه الباطل الذي لا بقاء له، ولا قيمة له، نسال الله العصمة بمنه، وهذا أعني حسن النية في طلب العلم، هو الذي يجب على الإنسان مراعاته في طليه.

ويجب على العالم آن يتحراه فيمن يبذل له العلم، فير آنه عزيز الوجود، فكثير ممن يشمر لطلب العلم في زمائنا، أن يكون باعثه مجرد محبة وولوع، يخلقه الله في باطنه، من غير معرفة حكم المطلوب ولا ثمرته، أو تشبها بالمشتغلين، وتحركا بحركتهم، كما قيل: "العاشية3 تهيح الأبية" أو ضغطا من غيره كالأب، والوصي، والسيد، والأمير حمثلاه، فيشتفل بمجرد الخوف أو رياء أو منافسة، كأبناء المنتسبين إلى العلم، لئسلا يقال خلت الدار، أو رجاء تمول في المآل، أو مرتب6 في الحال، أو تحرر من تكاليف وقتية، أو نحو ذلك.

1- سبق تخريجه في ص: 177.

ك ورد في ح: ولا سيادة.

ت قوله العاشية ... هو مثل عربى قائله يزيد بن رويم الشيباني، وله قصة تنظر في مجمع الأمشال للميداني. والعاشية: الابل القى تعشت.

9 سقطت من ج ك ورد في ح: تول.

ك ورد في ج: مرتبة.

Shafi 375