2
ولو جئنا نعدد مشاهيرهم في هذا الربع الأول من القرن العشرين لطال بنا المطال، ومن مشاهير شيوخهم بروكلمان وولهاوزن وغويدي وغولدصهير وهوار وبراون ومرجليوث وفمبري وهوتسما وباسه وزترستين وسكيابارللي وناللينو وهوداس ودرانبرغ ونيكلسون وموسل وسيبولد وهور وفيتز وبيكر وهرتمن ودي فو وموتلنسكي ولتمان ولامنس ومنسيون وهرغروني ودي كوي وآماري وكاركسماريك وفولرس وشادوبوير وأرنولد ورسكا ودامس وجيز وبارتولد ومورتمان ولشاتليه وبوفا وكاباتون وكور وهاليفي وماسبرو وشيفر ومكدوبل ودوفال ودي منار وبارت وسينار وليفي وكازانوفا وروزن وشوفين وشافان ودوسو ومونتيه وسبيرو وشيل وماهفي ودلبروك وكولنيون ودي غوبرنانتيس وبزنبرجر ودافيدس وهوبت وكوهن وكايتاني ولامبروز ونافيل وأولدنبرع، هؤلاء بعض من اشتهروا بآثارهم من علماء المشرقيات، وأتوا على الخاطر ساعة كتابة هذه العجالة، وهناك مئات منهم المشهور وآخر الخامل، وما منهم ومن سبقوهم من الأعلام إلا الذي نشر الآثار النافعة بالعربية أو منقولة من العربية أو عن إحدى اللغات الشرقية، وفيهم من نشر عشرات من المصنفات كانت بصحتها وفهارسها مادة الآداب العربية، وخدم بها بلاده أولا وهذه اللغة الشريفة ثانيا، ومنهم من ينشر الكتاب لقدماء مؤلفي العرب بنصه، ويعلق عليه حواشي باللاتينية لغة العلماء، أو يترجمه إلى اللاتينية وينشره بهذه اللغة فقط، ومنهم من يعلق عليه أو يترجمه بلغته كالهولاندية والألمانية والإنكليزية والإفرنسية والإيطالية والإسبانية والروسية والسويدية، ولمستشرقي كل أمة كبرى عدة جمعيات مهمة راقية، وأقدمها جمعية باريز وتلتها جمعيات ألمانيا، والاستشراق أرقى ما يكون في بلاد الجرمان الآن، وإلى علماء المشرقيات منهم ومن الهولانديين يعزى الفضل الأكبر في نشراهم كتب أجدادنا في العلم والتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة والدين، والجرمانيون والهولانديون أقدر الأوروبيين على النطق بالعربية، وبالنظر لاختصاصهم أو أخصائهم جاء منهم أئمة قل نبوغ أمثالهم في الأمم الأخرى، ومجلة المستشرقين الألمانية راقية جدا، وتتألف منها مكتبة مهمة بحثت كالمجلة الآسياوية الإفرنسية في علوم الشرق وآدابه ولغاته، ولم تترك شاردة إلا أحصتها ولا مبحثا إلا محصته، وتجيء بعدها مجلة المستشرقين النمساويين ومجلة المستشرقين الإنكليز والطليان وغيرهم من أمم الحضارة والولوع بالمشرقيات.
وقد اعتاد المشتغلون بالمشرقيات منذ سنة 1873 أن يعقدوا مؤتمرا لهم، يحضره جلة منهم، ويكون مقره في إحدى العواصم المشهورة، وتنتدب الحكومات من يمثلها في تلك المؤتمرات، فتتلى فيها الخطب المفيدة والمحاضرات التي تنم عن فضل بحث ودرس في لغات الشرق وعلومه وتاريخه واجتماعه، ويتنافس أئمة هذا الشأن في هذا السبيل المحمود، وكانت الحكومة العثمانية والحكومة المصرية تنتدب أناسا يمثلونها في المؤتمرات التي عقدت حتى الآن، وكان بعضهم من العلماء والأدباء.
وقد عقد المؤتمر الأول سنة 1873 في باريز، والثاني سنة 1876 في لندن، والثالث سنة 1877 في بطرسبرج، والرابع سنة 1878 في فلورنسة، والخامس سنة 1881 في برلين، والسادس سنة 1883 في ليدن، والسابع سنة 1886 في فينا، والثامن سنة 1889 في أستوكهلم، والتاسع سنة 1892 في لندرا، والعاشر سنة 1894 في جنيف، والحادي عشر سنة 1897 في باريز، والثاني عشر سنة 1899 في رومية، والثالث عشر سنة 1902 في هامبورغ، والرابع عشر سنة 1905 في الجزائر، والخامس عشر سنة 1909 في كوبنهاغ، والسادس عشر سنة 1912 في أثينة، ويعقد السابع عشر سنة 1915 في أكسفورد.
وسيكون هذا المؤتمر برئاسة رئيس كلية أكسفورد، وعهد برئاسة اللجنة المنظمة إلى الأستاذ مكدونلد، واللجنة العامة مؤلفة من أساتذة اللغات الشرقية، أو من مدارس الدروس الشرقية في كليات إبردين وبريستول وكمبردج ودوبلين وأديمبرغ وغلاسكو وليفربول ولندرا ومنشستر ووسانت أندري وبلاد الغال في بريطانيا العظمى، ومن لجان الجمعيات العلمية الإنكليزية مثل الجمعية الأفريقيا، والجمعية التوراتية الأثرية، والجمعية البوذية، وجمعية آسيا الوسطى، والجمعية الصينية، وجمعية آثار مصر، والجمعية اليابانية، وجمعية الأبحاث الفلسطينية، والجمعية الفارسية، والجمعية الآسياوية الملكية وغيرها، وستبدأ مداولات المؤتمر يوم 13 أيلول 1915 وتنتهي 18 منه، وستكون أبحاثه في علم تعريف الإنسان والآثار، وفي علم الآثار الآشورية، وفي آثار آسيا الوسطى والشرق الأقصى ومصر وأفريقيا والهند واللغات والآداب الإسلامية، وفي اللغات السامية والآداب السامية، وفي آسيا الغربية وإيران، وتكون اللغة التي يجوز استخدامها الإنكليزية أو الإفرنسية أو الألمانية أو الإيطالية، ومن أراد أن يتكلم بلغة غير هذه وجب عليه أن يطلب الترخيص له بذلك من رئيس اللجنة التي هو أحد أعضائها، أو يريد التكلم فيها.
هذا ما نشرناه في المجلد الثامن من مجلة المقتبس، بيد أن الحرب العالمية نشأت ولم يعقد المؤتمر فيما نظن، وعقد علماء المشرقيات من الألمان ومن والاهم من النمساويين والهولنديين والسكانديناويين مؤتمراتهم بعد الهدنة في مدينة ليبسيك لم تحضره أعضاء الخلفاء من الإنكليز والفرنسيس وغيرهم، وكانت السياسة مانعة من اجتماع العلماء فقبحت السياسة.
الألقاب العلمية1
ليس في الأيدي مستند يركن إليه في تاريخ حدوث الألقاب العلمية في الملة الإسلامية، والظاهر أنها حدثت في النصف الأخير من عهد بني العباس، وشاعت وتأصلت زمن ملوك الطوائف، ثم على عهد الدولتين الجركسية والعثمانية في هذه الديار أيام أصبح العلم عبارة عن رسوم، والعلماء هم الذين يقر بهم الملوك والحكام، ولو كانوا أجهل من قاضي جبل، بل أصبح أمر الألقاب أقرب إلى الهزل منه إلى الجد، فصارت جملة «أعلم العلماء المحققين» تطلق على كل صعلوك نال منصبه في القضاء أو الإفتاء أو التدريس بالشفاعة أو القرابة أو الإرث؛ لأن العلم في الثلاثة القرون الأخيرة أصبح يورث كما يورث الماعون والخرثي والعقار والمزرعة.
نعم، غدت الألقاب العلمية التي لم تطلق على أبي حامد الغزالي، وأبي عمرو الجاحظ، وأبي الوليد بن رشد، وأبي النصر الفارابي إلا بشق الأنفس تطلق على من يحتاجون أن يرجعوا إلى الكتاب، بل على عامة ليس لهم من أدوات العلم إلا أنهم اعتموا بالبياض، ولبسوا الجبة على الزي المتعارف لهم.
وإن ألفاظ العالم والعلامة والإمام والرباني
Shafi da ba'a sani ba