============================================================
وفي العيني (1): " . .. ثم انهم اتفقوا فكتبوا للسلطان بأنهم قد غلبوا فيه، وأنه لا يطاوعهم، فكتب السلطان إليه صحبة مملوك نايب حلب كتشابا فيه انكار شديد عليه، وأمره بالخروج من بلاده قولا واحدا، وأنه متى أقام جرد إليه عسكرا، قلما وصل إليه الكتاب قال: قل له ما أدعك تعذب الناس، والله لأرحلن إلى أرض غير أرضك، وأدخل تحت طاعة ملك ، وأكون آمنا على تفسي منه . ثم رحل من المكان الذي هو نازل فيه، واقتضى آن يدخل بلاد أبي سعيد ويقيم عنده وبلغ ذلك آخاه حديثة ومحمد وأولاده فركبوا إليه، وقصدوا منعه فأبى، وقال : أنا حلفت ولا بد أن أدخل بلاد أبي سعيد وأقيم عند الستار، وغلب عليهم، ففارقوه . ولم يزل هو سايرا إلى أن عذى الفرات.
ووصل خبره إلى أبي سعيد، وقالوا له: إن هذا الرجل ملك العرب بأسرها، وقد دخل البلاد وما دخل إلا لكثير في نفسه وكان أبو سعيد يعرف حاله مع الناصر وغيظه عليه، وكان كل وقت يسير إليه وإلى نايبه جوبان بأن يكونا عونا له عليه، وأن يطرداه من البلاد ومن الاقامة بأرضهم، فسير أبو سعيد إليه القراولية، وكتب لنوابه باقامات تحمل اليه. وباكرامه وتعظيمه.
فلم يزل على هذا إلى أن وصل إلى الأردو فتلقته الأمراء، ودخل على أبي سعيد فتلقاه وأحسن إليه وأكرمه ورحب به، وطلب الوزير وأمره أن يكون في خدمته، ولم يسأله [ ذلك) اليوم عن شيء وعن سبب حضوره إليه. ولما اجتمع ثاني مرة بأبي سعيد وسأله عن سبب حضوره، فقال: نحن آناس عرب وعلينا طاعة مفروضة للملوك، ورأينا من سلطاننا أمرا فخشينا عاقيته، فخرجنا عن طاعته، فأرسل إلي يقول لي : اخرج من بلادي فخرجت من بلاده إلى بلادك، ونزحت من طاعته فإن قبلتنا اقمنا، وإن كنت تكره جوارنا رحلنا عنك، فالبر لليدوي متسع فقال آبو سعيد: البلاد بلادك، وحلت بك البركة . قال الراوي : فتحدث بعض المغل مع أبي سعيد بلسان (1) العى 29/1 /584:17-84ظ.
Shafi 22