============================================================
يعلم حساله مع السلطان وغيظه عليهم في كل وقت، ويسير لأبو سعيد وجوبان آن يكونوا عون له على طردهم ولا يدعوهم يدخل بلادهم، ولا يقيموا بأرضهم. فسير إليه القراولية، وكتب للنواب بالاقامات تحمل إليه، واكرمه واحترامه إلى أن وصل إلى الأردو، وركبت إليه الأمراء، ودخل على أ بو سعيد، وتلقاه وأكرمه ورحب به، وطلب الوزير وعرفه أن يكون متبتل لخدمته، ولم يسأل ذلك اليوم عن شيء من سبب حضوره وابرني مجد الدين السلامي أن أبو سعيد، لما وصل إليه خبر مهنا وحضوره، ذكروا أمر اشيع في الأردو أن مهنا ما دخل هذا البلاد وتقرب لأبو سعيد إلا أن يطمعه في اخذ البلاد، ويكون هو وعربه عون له على أخذها وبقي ذلك في خاطر السلامي الى أن اجتمع بالوزير، وعرفه تلك الاشاعة، وأنه يخشى من أمر فساد الصلح بين الملكين، فاقتضى رأي الوزير آن يصبر إلى حيث يحضر ويتبين ايش سببه؟ واتفق آنه اجتمع بأبو سعيد ثاني دفعة، وساله عن سبب حضوره، فقال: نحن ناس عرب، وعلينا طاعة مفروضة للملوك ورأينا من سلطاننا أمر فخشينا عاقبته فخرجنا عن طاعته، فسير يقول : اخرج من بلادي. خرجت من بلاده إلى بلادك، ونزحت من طاعته، فسان قبلتنا أقمنا، وإن كنت تكره جوارنا رحلنا عنك، فالبر للبدوي متسع. فقال له أبو سعيد: البلاد بلادك، وحلت بك البركة. وأن بعض المغل تحدث مع ابو سعيد بلسان المغل، فعرفه أن يقول لمهنا على سبيل أن يستشيره ليعلم ما في نفسه : إيش راي الامير في عبوري بعسكرى الى الشام ؟ وإيش تشير علي، هل أبقى على صلح الملك الناصر أو لا ؟ فأخذ أبو سعيد يتحدث مع مهنا في مثل ذلك، ومهنا يصغي إليه إلى ان فرغ حديثه فقال له مهنا : اعلم أن ما عند العرب أصعب من الكذب، والكذب يتبعه الغدر، وأنتم بينكم إيمان ومن غدر منكم صاحبه نصره عليه الله بغدره له، وأما أمور البلاد والاسلام فلهم رب يدبرهم، وما مثلي يشير على مثلك بشيء يكون فيه فساد!..4.
Shafi 21