============================================================
عند أستاذه ومعه كتاب الملك أبي سعيد، ملك الشرق، يذكر فيه أن شخصا من أعدائنا قد أراد أن يحج في هذه السنة، وسأل السلطان في قتله وأخذ ماله، فإنه إن عاد إلى البلاد يحصل منه فساد كيير، وأنه يخشى عاقبة أمره، وكان هذا يسمى ياسور، وكان من عظم الخان، وهو معروف بالفروسية والشجاعة، وكانت له وقايع عظيمة عرفت فيها شجاعته، منها آنه كان في وقت من الأوقات اجتمعت عليه جماعة كثيرة من المغل فقاتل معهم راجلا ثم راكبا، فرموه من فرسه بعد أن قتل منهم جماعة، وكان قد أثخن بالجراحات، وكانوا قد ظنوا آنه مسات، واستبعدوا شره، فأقام هو هناك ال يومين وليلتين ملقى غلى الأرض، ثم استفاق في اليوم الثالث ومشى هوينا الى أن دخل قرية بالقرب من مكان الوقعة كان ليلا، فالتجا إلى طاحون، ودق الباب وخرج الطحان إليه، فوجد رجاا مجروحا ضعيفا، فسأله عن حاله ، فقال له: أنا رجل غريب لقيت في طريقي حرامية فقاتلوا معي وجرحون، فاعمل معي خيرا واوني عندك، فإن عشت كافيتك، وإد مت فتربح الأجر فيما تعمل معي. فدخل به الطاحون، وأحسن إليه، وأقام يداويه إلى آن فاق من جراحاته وقويت نفسه، ثم خرج من عنده متنكرا إلى ان وصل أهله، وكان له شهرة عظيمة في تلك البلاد، فعلم به أعداؤه وتحققوا أنه لم يمت . قال الراوي : اخبرني رجل يسمى نيروز كان قد اتى إلى مصر من بلاد قازان، وكان السلطان امره، وكان رجلا صادقا جيدا، أنه رافق ياسور المذكور وصحبه في البلاد، وأنه ذكر لأبي سعيد بأنه من عظم الخان، وأن جوبان قد كان قصد آن يقيم هذا موضت أبي سعيد لكونه قريب الخان ولشجاعته. وكان قد أسلم وحسن اسلامه، وصحب الفقرا، والفقه 1، وعرف الفرايض وعرف أن الحج من جملة فرايض الاسلام فحضر إلى أبي سعيد واستأذته، فتظر إليه آبو سعيد فهايه من شكله ومنظره وكان رجلا طوالا عريضا تلوح الشجاعة بين عينيه، فأكرمه أبو سعيد وجهزه بجميع ما يحتاج إليه، وأوصى أمير ركب العراق أن يكون في خدمته ولما قرب سفره
Shafi 19