Nuzhat Absar
نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار
Mai Buga Littafi
دار العباد
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
واني وعيني بالظلام كحيلة ... لآبي لجنبي أن يلائم مضجعا
وأكبر شأناص أن ارى الصبح أبيضا ... بعين ترى ربع الشبيبة بلقعا
كأني لم أذهب مع اللهو ليلة ... ولم أتعاط البابلي المشعشعا
ولم اتحامل بين ظل بسرحة ... سجع لغريد وماء باجرعا
ولم أرم آمالي بازرق صائب ... وأبيض بسام وأسمر أصلعا
وأبلق خوار العنان مطهم ... طويل الشوى والساق أقود أتلعا
جرى فجرى البرق اليماني لبده ... فابطأ عنه البرق عجزًا وأسرعا
كأن سحابًا أسحمًا تحت لبده ... يضاحك عن بدر سرى فتصدعا
وحسب الاعادي منه أن يزجروا به ... مغيرًا غرابًا صبح الحي أبقعا
كأن على عطفيه من خلع مائجًا ... وأقبلت أم الرأل نكباء زعزعا
يؤلل من إذن فاذن تشوفًا ... إلى صرخة من هاتف أو تطلعا
كأن له من عامل الرمح هاديا ... منيفًا ومن ذلق الاسنة مسمعا
فسكنت منه بالتغني على السرى ... أمسح من اعطافه فتسمعا
ولما انتحى ذكر الأمير استخفه ... فخفض من لحن الصهيل ورفعا
حنينا إلى الملك الاغر مرددًا ... وشجوا على المسرى القصي مرجعا
ففي حب ابراهيم أعرب صاهلًا ... وفي نصر ابراهيم كر تشيعا
مليلك تباهى الحمد وشيًا مذهبا ... به وترأى المجد تاجا مرصعا
غشيت به أندى من المزن راحةً ... وأطيب من سقياه أن سجمامعا
قرب حديث عن علاه سمعته ... وما طائر البشرى باحسن مسمعا
فيا شائمي برقًا بتوضح موهناص ... وقعقع ارعادًا سحيرًا فاطمعا
إذا كف من قطر يكما عارض الندى ... وراقكما برق البشاشة فارتعا
فان ابا اسحاق أخصب تلعة ... وأشهى ندى ظل وأعذب مكرعا
وحسبكما أن قد تأسى به الحيا ... فعاود من رحماه ما كان اقلعا
وعز الهدى منه بأمجد أوحد ... طويل نجاد السيف ابلج اروعا
أحل به العود السليب سماحة ... وأحرم مطرود الظبا لا تورعا
إذا دب أخفى من خيال مكيدة ... تصوب أسرى من شهاب واطلعا
وما السيف من كف الكمي مجردًا ... بأسطى وراء النقع منه واسطعا
دعا باسمه داعي الحفيظة والندى ... فلبى على شرخ الشباب واطعا
وهب كما هب الحسام شهامة ... وعب كما عب الخضم تبرعا
وجربه ذيل الخميس ابن غابة ... تردى غلاما بالعلى وتلفعا
وداس العدى ركضا وجرى إلى الوغى ... باطوع من يمناه فعلا وأطبعا
فلم يدر ايًا منهما النصل منطقا ... فصيحًا وإفرندًا كريمًا ومقطعا
وخفض من صيت الأبي وصوته ... وزلزال من ركن العصي وضعضعا
والقت إليه بالمقادة قادة ... تطامن من أعناقها ما ترفعا
وذلل من أخلاقه كل ريض ... وأصبح خوار الشكيمة طيعا
فمن مبلغ الأيام عني انني ... تبوأت منه حيث شئت تمتعا
وطرت ثناء واطلعت ثنيةً ... فاشرفت أبضاعًا وأشرفت موضعا
فهنيت عيدًا قد تلقاك قادما ... ولم يك لولا أن طلعت ليطلعا
وحسبك
قد أظلك قادما ... فما هو إلا أن تقول فيسمعا
وحياك من فرع لأشرف دوحة ... نسيم كأرواح العذارى تضوعا
يلاعب من خوط الاراكة معطفًا ... ويمسح من مسرى الغمامة مدمعا
ومما تصرف فيه من الغزل إلى الرثاء قوله:
أفي ما تؤدي الريح عرف سلام ... ومما يشب البرق نار الغرام؟
وإلا فمإذا أرج الريح سحرةً ... وأذكى على الأحشاء لفح ضرام؟
أما وجمان من حديث علاقة ... يهز إليه الشيخ عطف غلام
تحلت به ما بين سلمى ومربع ... سوالف أيام سلفن كرام
لقد هزني في ريطة الشيب هزة ... أرتني ورائي في الشباب أمامي
فلولا دفاع الله عجت مع الهوى ... وجلت بواديه أجر خطامي
ورب ليال بالغميم أرقتها ... لمرضى جفون بالفرات نيام
يطول علي الليل يا أم مالك ... وكل ليالي الصب ليل تمام
ولم أدر ما أشجى وأدعى إلى الهوى ... أخفقه برق أم غناء حمام؟
إذا ما استخفتني لها أريحية ... عثرت بذيلي لوعة وظلام
1 / 58