57

Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i

نصرة القولين للإمام الشافعي

Bincike

مازن سعد الزبيبي

Mai Buga Littafi

دار البيروتي

Shekarar Bugawa

1430 AH

Inda aka buga

دمشق

فأشفيا (١) على شفا (٢) جُرُفٍ (٣) هَارِ (٤).

أمَّا أَحَدُهُمَا : فنبذَ (٥) من أجلها الاجتهاد والعبرة(٦) وراء ظهره، ولم يشعر بما وَطَّأَ(٧)

ذهب إلى قول : (كلّ مجتهد مصيب فيما أدَّى إليه اجتهاده)، القاضي أبو بكر الباقلاني وجمهور من الأشاعرة وهو قول أكثر المعتزلة كأبي الهذيل والجبَّائي وأبي هاشم وأتباعهم، وقال آخرون: (المصيب فيها واحد، ومن عداه مخطئ)، كأبي بكر الأصمّ وابن عُلَيَّة وبشر المريسي، ونقل القولان: التخطئة والتَّصويب، عن الشَّافعي وأبي حنيفة وأحمد والأشعري. انظر تفصيل المسألة مع أدلتها في كتاب (الإحكام للآمدي ٢٤٦/٤)، وكتاب ( كشف الأسرار للبخاري ٣٢/٤)، وكتاب (نهاية السول للإسنوي ٥٦٠/٤).

(١) أشفى على الشيء: أشرف عليه، انظر مادة ((شفى)) في لسان العرب لابن منظور ٢٢٩٤/٢٦.

(٢) الشفا: حرف الشيء وَحَدُّهُ، قال تعالى: ﴿عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ﴾ التوبة ١٠٩، المرجع السابق نفس المادة.

(٣) الْجُرُفُ: بضم الراء، ما جرفتْهُ السيول وأكلتْهُ من الأرض، انظر المصباح المنير للمقْري الفُّومي ١ / ٩٧.

(٤) هار البناء هوْراً: هَدَمَهُ، وقال ابن الأعرابيّ: كلُّ ما سقط من أعْلى جُرُفٍ أو شَفِيرٍ فقد تَهَوَّر وتدَهْوَر، انظر ( لسان العرب لابن منظور ٤٧١٩/٥٢).

(٥) نَبَذْتُهُ: نبذاً - من باب ضَرَبَ- ألْقَيْتُهُ ، ونَبَذْتُ الأمر: أهملْتُهُ ، انظر ( المصباح المنير للمقري الفيُّومي ٥٩٠/٢).

(٦) العِبْرَةُ والاعْتِبَار بما مضى: أي الاتعاظ والتذكرة، وتكون بمعنى الاعتداد بالشيء في ترتب الحكم. انظر (المصباح المنير للفيُّومي ٣٩٠/٢). وقال النسفي: الاعتبار ردُّ الشيء إلى نظيره، قال تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾ (سورة الحشر: من الآية ٢)، فكأنَّه قال: قيسوا الشيء على نظيره، وهو شامل لكلِّ قياس، انظر التفاصيل في كتاب (كشف الأسرار للنسفي ٢/ ١٩٨ وما بعدها).

(٧) وَطَّأَ الموضعَ وغيره توطئَة : صيَّهُ وطيئً ، وَوَطَّأَ الشيءَ : هَيَّأه، انظر (المعجم الوسيط ١٠٤١/٢)

56