Asalin harshen Larabci, ci gabansa, da kammalarsa
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Nau'ikan
وقال في القاموس في «ب ور»: «البوري، والبورية، والبورياء، والباري، والبارياء، والبارية: الحصير المنسوج .» ا.ه. وقالوا: إنها من الفارسية وهو غير بعيد، وقد اتصل العرب بالفرس فربما أخذوها منهم، لكنهم لم يتصلوا مباشرة بغيرهم، ليقال إنهم اقتبسوها من غير الفرس، والذين يزعمون يجهلون سنن اقتباس الألفاظ، والمشهور في العراق أن البواري تتخذ من القصب، والقصب يكثر في وادي الرافدين (راجع ما كتبناه في لغة العرب في 7 : 334 و335، وفي 6 : 782 و9 : 225 إلى مواطن أخر).
والفارسية «بوري» من أصل عربي محض هو «برع»، أو «يرع»، أو «ورع»، ومنها اليراعة للقصبة؛ ولأن البواري تتخذ من القصب على ما أسلفنا القول، ولما لم يكن للفرس ومن كان من أصل يافثي حرف العين عوضوا عنه بحرف عليل كما هو مألوف عادتهم.
وأما مركبات «فر» فمعروفة أيضا للدلالة على الدقة والصغر والخفة، كما رأيناه في «بر»، فقد قال البصراء في الأصول العربية: إن الفرار: ولد النعجة، والماعزة، والبقرة الوحشية، أو هي الخرفان والحملان، وكذلك الفرير والفرور، والفرفور والفرفر والفرافر، ولو أردنا السير في هذا الوادي المتشعب الأطراف لأرهقنا القارئ عسرا على غير طائل ولا جدوى.
وتتبع هذه الأصول العربية ومعارضتها بالأصول اليافثية أمر متسع الأكناف، ولا يمكن تحقيقه إلا بمئات من الصفحات، إن لم يكن بالألوف، ولهذا نعدل عنه لمعالجة بحث آخر.
تكامل1 العربية بوجوهها المختلفة أو اكتهالها
(1) توضيح
المراد ب «تكامل اللغة أو اكتهالها»: تقلب أحرف تركيبها، وإفادة معنى جديد في كل تغير منها، وسهولة الاشتقاق من ذلك القلب مع استساغته، فيكون مع هذا القلب الجديد معنى جديد واشتقاق جديد في جميع الأوجه، وقد يكون قلب ولا يكون سائغا فلا يشتق منه شيء؛ لأن ذوق العربي لا يستسيغه ويأبى أن يبقيه على لسانه لغرابته أو لشناعته، فينبذه عنه نبذا قصيا لا ندم فيه ولا سدم.
مثال ذلك قولك: «مدح»
2
فتشتق منه: مدحه، وتمدحه، وامتدحه، والمدح، والمديح، والأمدوحة، والممدح.
Shafi da ba'a sani ba