وكلام الله: روح؛ لأنه حياة الجاهل، وموت الكافر.
ورحمة الله روح، قال الله تعالى: { وأبده بروح منه } أي رحمة، ومن قرأ بروح وريحان، بضم الراء، فقال: رحمة، ورزقا. قال أبو عبيدة: فروح وريحان، أي حياة وبقاء لا موت فيه.
ومن قرأ روح بفتح الراء، أراد الرحمة وطيب النسيم.
وقد تكون الروح: الرحمة، قال الله تعالى: { ولا تيأسوا من روح الله } أي من رحمة الله، سماه روحا؛ لأن الروح والراحة يكونان بها.
قال المؤلف: وسمى الله تعالى عيسى روحا، أي كأنه حياة من الله لقومه من الهلاك، وهذا مجاز بأن الله تعالى جعل للنجاة من النار حياة والهلاك فيها موتا، فكان إرسال الله تعالى عيسى - عليه السلام - إلى قومه حياة لهم، وإنما هذا اختصاص من الله، اختصه به، وكلمته ألقاها إلى مريم، والكلمة من الله بأن قال له: كن فكان فعيسى خلق من خلق الله، قال له: كن فكان، وروح منه أي حياة لقومه من الهلاك. والله أعلم وبه التوفيق.
الباب الثامن والأربعون
في العين وتفسيرها
والرد على من زعم أن الله عينا كالأعين المعقولة تعالى الله عن ذلك
العين في كلام العرب: على معان مختلفة، كتبت شيئا للحاجة إليه.
فمنها: ما يراد به الجارحة التي في الرأس.
ومنها: ما يراد به الحفظ والمشاهدة.
ومنها: ما يراد به الدلالة.
ومنها: ما يراد به العقوبة.
ومنها: ما يراد به الجودة.
ومنها: ما يراد به الجاسوس.
فأما العين التي يراد بها الجارحة، المركبة في الرأس المصورة، فهي عن الله منفية، من قبل أن كل جارحة محدودة، والله تعالى ليس بمحدود، ولا مختلف بعضه عن بعض؛ إذ لا أبعاض له فيختلف ولا متغاير؛ إذ لا جسم له، ولا مؤتلف؛ إذ لا أبعاض له فيأتلف.
وإنما البارئ إله، لا إله سواه، قدير لا بقدرة هي غيره، عالم لا بعلم هو غيره، سميع لا بسمع هو غيره، بصير لا ببصر هو غيره، وكل ذلك ليس قديرا بقدرة ولا عليما بعلم، ولا سميعا بسمع.
Shafi 41