يذكر من أنى ومن أين شربه ... يؤامر نفسيه كذا الهجمة الإبل
والنفس: الضمير وما في قلب الإنسان.
والنفس: العين التي تصيب الإنسان.
والنفس: الدم، ومنه قولهم: نفست المرأه، وامرأة نفساء.
وأما النفس المنفوسة عن الله فمنفية؛ لأنها لا تكون إلا للمخلوقين؛ لأنهم بها يحيون، وبما يموتون، والله تعالى لا يشبه شئ من خلقه. تعالى الله عن ذلك.
وأما قوله تعالى: { ويحذركم الله نفسه } يريد عقوبته وقوله: { تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } يقول: تعلم غيبي ولا أعلم غيبك، ويجوز تعلم ما عندي، ولا أعلم ما عندك، إلا ما علمتني من أمرك وحكمك، والعند هاهنا الحكم، يقول القائل: هذا ما عندي، يريد هذا في حكمي، ويجوز أن يقول: هكذا في علمي.
وقيل في قوله تعالى: { ويحذركم الله نفسه } ، أي يحذركم إياه أن يعاقبكم إن عصيتموه. وقوله تعالى: { كتب ربكم على نفسه الرحمة } أي على ذاته لا على شئ سواه، ومنه قوله تعالى: { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم } أي لذاتكم، ولكم لا لغيركم.
والنفس: القوة، تقول العرب، ما له نفس، أي قوة. وبالله التوفيق.
الباب السابع والأربعون
في الروح وتفسيرها
ونفي الروح المعقولة عن الله تعالى
والرد على من يثبت لله تعالى روحا
والروح: جبريل - عليه السلام - قال الله تعالى: { نزل به الروح الأمين } يعني جبريل.
والروح: ملك عظيم يقوم يوم القيامة وحده صفا، قال الله تعالى: { يوم يقوم الروح والملائكة صفا } وقال تعالى: { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي } والروح: النفخ، سمى روحا، لأنه يخرج من الروح، وقال ذو الرمة، يذكر نارا اقتدحها:
فقلت له: ارفعها إليك وأحيها بروحك واقنيه لها قنية قدرا، أي أحيها بنفخك.
وسمى المسيح روح الله، لأنه نفخة جبريل - عليه السلام - في ذرع مريم - عليهما السلام.
ونسب الروح إلى الله؛ لأنه كان بأمره، ويجوز أن يكون سمى روح الله؛ لأن بكلمته كان، قال الله تعالى له: { كن فكان } .
Shafi 40