فيما يصدر من الحمية والغضب قوله تصدر رافعا القلوب وهو عناد الحق ورده والكفر والخيلا أصل هذه الأشياء هو الكبر وثمرته تظهر على الجوارح فينتج منه عناد الحق وهو مخالفته ورده ومفارقته ومعارضته وهو من الكبائر إذا ظهر والكفر مر الكلام فيه قريبا فراجعه والخيلاء أيضا من ثمرة الكبر تظهر على الجوارح في المشي واللباس والكلام وقد حرمه لله تعالى بقوله ( أن الله لا يحب كل مختال فخور ) وبقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي دجانة لما تتبختر بين الصفين هذه مشية يبغضها الله إلا في هذا الموضع ولترجع في هذا الموضع ولترجع إلى المقصود لما نحن بصدده وألا فالكلام يطول ومن أراده فليطلبه من محله.
الباب الأول في صنوف البغاة ..
( أما البغاة صنوف منهم فئة جاءت تقاتل أخرى في البيوت بلا )
( حق وتخرجهم جهرا وتسلبهم قهرا وتستأصل الأموال والنسلا )
( كذا إذا قصدوهم في طريقهم ومنهم معتد قد قطع السنبلا )
( ومنهم سالب للمال منتهب جهرا يدين بتحريم الذي أكلا )
Shafi 12