فلما طلع بها أبو أسيد على أهلها، تصايحوا وقالوا: إنك لغير مباركة. ما دهاك؟
فقالت : خدعت، وقيل لي كيت وكيت.
فقالوا: لقد جعلتنا في العرب شهرة.
فقالت: يا أبا أسيد، قد كان ما كان، فما الذي أصنع؟
قال أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم، ولا يطمع فيك طامع بعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، فإنك من أمهات المؤمنين.
فأقامت لا يطمع فيها طامع، ولا يراها إلا ذو رحم، حتى توفيت في خلافة عثمان، رضي الله عنه، عند أهلها بنجد.
وقال قتادة: لما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
دعاها فقالت: تعال أنت، فطلقها.
[أميمة]
وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي أسيد الساعدي قال: تزوج رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، أميمة بنت شراحيل، فلما دخلت عليه بسط يده إليها، فكأنها كرهت ذلك، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسيها ثوبين..
وفي لفظ آخر قال أبو أسيد: أتي رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، بالجونية، فلما دخل عليها قال: هبي لي نفسك، فقالت: وكيف تهب المليكة نفسها للسوقة! فأهوى بيده إليها ليسكتها فقالت: أعوذ بالله منك. قال: عذت بمعاذ.
Shafi 93