"تقي الدين"، وفي مخطوطة الخزانة التيمورية "جمال الدين". ويتّضح من هذه الكثرة أنّ معظم هذه الألقاب مدسوس على المؤلف من الناسخين، ولا سيما أن أغلب النسخ مکتوب في عصور متأخرة، وكثير منها في عصر المماليك، كما يبدو واضحًا من تواريخ کتابتها، وهو عصر أسرف الكتّاب في استعمال الألقاب والكنى بحسب أغراضهم، ولم يتّفقوا فيها على طريقة واحدة، بل قصدوا مخالفة من تقدّمهم في ذلك (^١).
واختلفت النسخ أيضًا في اسم المؤلّف، غير أن الأسهم الأكثر استعمالا هو عبد الرحمن بن نصر بن عبد الله، وكان شافعي المذهب. وكذلك اختلفت النسخ في نسبته، فهو النبراوي (^٢)، والشيرازي (^٣)، والشيزري (^٤)، والتبريزي (^٥)، والعدوي (^٦)؛ ويظهر أن هذا الاضطراب راجع إلى تقاريب رسم هذه الكلمات (^٧)، أو إلى غفلة الناسخين، وأصحها جميعًا نسبة المؤلف إلى شيزد، لورودها في أكثر من نسخة واحدة، ولأنّ المؤلف بدأ كتابته في الموازين والمثاقيل بالإشارة إلى شيزر (^٨) قبل غيرها من مدن الشام والبلاد الأخرى، كما أشار ابن قاضي شهبة إلى المؤلف منسوبا إلى شيزر (^٩).
ومع أن الناشر لم يستطع أن يعثر المؤلف على ترجمة، فمن الواضح أن الشيزري کان معاصرًا للسلطان الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، إذ أهدى إليه كتابه "النهج المسلوك في سياسة الملوك (^١٠) "، ولعله وضع كتابه في الحسبة بناء على طلب صلاح الدين من طريق غير مباشر، لمساعدة الحكومة الأيوبية في مراقبه أو باب الحرف والصنائع، لما كان
_________
(^١) القلقشندي: صبح الأعشي، ج ٥، ص ٤٨٩.
(^٢) مخطوطة فينا المرموز ها هنا هـ.
(^٣) حاجي خليفة:کشف الظنون، ج ٥، ص ٥٠٧؛ ج ٣، ص ٥١٠؛ النويرى: نهاية الأرب، ج ١٢، ص ١٦٢، ١٨٣، ١٩٠، ٢٠٩، ٢١٧.
(^٤) مخطوطتا دار الكتب المصرية س، ص، وكذلك مخطوطة الأزهر ع.
(^٥) مخطوطة المكتبة التيمورية ت؛ وكذلك حاجي خليفة: کشف الظنون، ج ٦، ص ٤٠١.
(^٦) مخطوطة ليبرج؛ وكذلك حاجي خليفة: كشف الظنون، ج ٦، ص ٤٠١.
(^٧) جاء في مجلة المكتبة الصادرة بالقاهرة - عدد أبريل سنة ١٩٤٦، ص ٩٢٢ - أن نسبته "الشهرزوري"، ولم يستطع الناشر أن يعثر على أصل تلك النسبة.
(^٨) انظر ما يلي ص ١٥، حاشية ٨، وکذلك ص ١٧.
(^٩) ابن قاضي شهبة: الكواكب الدرّية في السيرة النورية، ص ٤٧.
(^١٠) الشيزري: كتاب النهج المسلوك في سياسة الملوك، ص ١٣.
المقدمة / 10