وَجْهِ الْمَاءِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشَّ البسندود (^١) بِالْفَتِيتِ، وَرُبَّمَا عَمِلُوهُ بِدَقِيقِ الْعَدَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّ كَعْبَ (^٢) الْغَزَالِ، وَالْمُشَاشَ (^٣) بِالْقَنْدِ (^٤)، وَعَلَامَةُ غِشِّهِ مَيْلُهُ إلَى السُّمْرَةِ، وَالسَّوَادِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّ الزَّلَابِيَةَ الْمُشَبَّكَةَ بِالْقَنْدِ الْمَحْلُولِ، عِوَضًا عَنْ الْعَسَلِ، وَقَدْ يَغُشُّونَ الْخَبَائِصَ (^٥) النَّاعِمَةَ، وَالرَّطْبَةَ وَالصَّابُونِيَّةَ (^٦) بِالنَّشَا الْخَارِجِ عَنْ الْحَدِّ، وَعَلَامَةُ غِشّهَا أَنَّهَا تَتَفَتَّتُ، وَإِذَا بَاتَتْ خُمِّرَتْ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّ النَّوْبِيَّةَ (^٧) بِالدَّقِيقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَغُشُّ الخشكنانج (^٨) الَّذِي يُخْبَزُ فِي التَّنُّورِ، فَإِنَّهُ إذَا كَانَ مَغْشُوشًا، وَقَعَ فِي التَّنُّورِ وَسَقَطَ، وَجَمِيعُ غُشُوشِ الْحَلَاوَةِ لَا تَخْفَى فِي مَنْظَرِهَا، وَذَوْقِهَا، فَيَعْتَبِرُ عَلَيْهِمْ الْمُحْتَسِبُ جَمِيعَ ذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ (^٩).
_________
(^١) البسندود - ومفردها بسندودة - لفظ فارسي الأصل، وهو نوع من الحلوى: (Fagnan:
. Add. Dict. Ar. (انظر الحاشية رقم ٩، بهذه الصفحة).
(^٢) لم يتيسر للناشر معرفة تركيب هذا النوع من الحلوى من المراجع المتداولة في هذه الحواشي.
(^٣) في س"الماش"، وما هنا من ل، والمشاش عسل يطبخ ثم يوضع في إناء ليجمد فيصبح حلوي.
(steingass: pres. Eng.Dict)
(^٤) القند لفظ فارسي معرب، وهو عسل قصب السكر. (الجاحظ: کتاب التبصر بالتجارة، ص ٢٧؛ المخصص، ج ٥، ص ٣؛ الجواليقي: المعرب، ص ٢٦١).
(^٥) الخبائص جمع خبيصة، وهي الحلوى التي تصنع من دقيق الحنطة مع دهن اللوز أو الشيرج، ثم يضاف إليها بعد الطبخ شيء من السكر والعسل، وترفع عن النار لتجمد. (الوصلة إلى الحبيب، ص ١٠١ ب).
(^٦) الصابونية نوع من الحلوى، تصنع من الدقيق الذي يحمص بالسمن، ثم يضاف إليه السكر واللبن، ويعمل منه قوالب مثل الصابون، توضع في طبق وتبقى في الفرن حتَّى تنضج. (الوصلة إلى الحبيب، ص ٥٢ ب).
(^٧) لم يتيسر معرفة تركيب هذا النوع من الحلوى من المراجع المتداولة في هذه الحواشي.
(^٨) الخشكنانج - أو الخشكنانك كما في النسخة هـ - لفظ فارسي، وهو يطلق على الحلوى التي تصنع من دقيق السمين الذي يعجن ويبسط ويضاف إليه السكر واللوز المقشر والكافور، وقليل من ماء الورد. (الوصلة إلى الحبيب، ص ١٢٧ أ).
(^٩) يلى هذا بالنسختين ص، م، عبارة طويلة، ونصها: "وقد يغشون لطاخ النقوش بالعسل، ويكثرون بياض البيض فيه، ثم يبيعونه على أنه من السكر. ومنهم من يأخذ غسالة الأمطار من عسل النحل ويضيفون إليه الدبس، ويصنعونه حلوى عجمية على أنها كلها بعسل النحل. ومنهم من يغش الصابونية بالقند المغبر اللون، ويضيفون إليه العسل، ومنهم من يكثر النشا، فتخم إذا طال مكثها. وكذلك جميع الحلاوات المصبوغة الألوان، والجوارش المطيبة، وحلاوة المصطكى، يغشونها بالسكر المغبر والقنود والعسل. وأما البسندود فإنهم يصنعون حلاوته من العسل، ويبيعونه على أنه من السكر؛ وكذلك الحشكناتك، فإنهم وقت التأليف يكثرون الدقيق على السكر، وربما عملوه سكرًا متغيرًا، وقالوا حشوه ولم ينضجوه في خيره. فكل ذلك يجب على المحتسب أن يراعيهم [فيه] ولا يهمل أمرهم. وأما الخبايص فإنهم يضيفون إلى السكر القند ويكثرون النشا، وربما عملوا مكان اللوز قلب المشمش الحلو المسموط، ويخرطونه أرباعا، فيظن المشتري أنه لوز، وربما صبغوها بالكركم مكان الزعفران. وجميع غشوش الحلوى لا يخفى منظرها وذوقها، فيعتبر عليهم المحتسب جميع ذلك، وليحترزوا في عمل الحلاوة من الدبيب والذّباب، لئلا يسقط في أمطار النحل، فلا يهون عليهم إهراقها، ويعملونها للمسلمين. وبلغني أن بعض الحلوانين إذا عملوا حلاوة لإنسان كبير يشربون من الشيرج مقدارًا جيدًا، ثم يخرجون قدام من يشهد عملهم، فلا ينكر عليهم، فيستفرغون ذلك الشيرج، ويبيعونه على الزياتين، فيجب أن يمنع الزياتين من شرائه منهم، والله أعلم".
1 / 41