Ƙarshen Nikaɗa A Rayuwar Mazaunin Hijaz
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
Mai Buga Littafi
دار الذخائر
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٩ هـ
Inda aka buga
القاهرة
تجاوز عسكرهم، وسفت عليهم التراب ورمتهم بالحصا، وانقلبوا خاسئين، فكان نصره ﷺ بالصبا، وكان إهلاك عاد بالدبور «١»، (وهى الريح الغربية) . ووقع بينهم الاختلاف، فرحلت قريش مع أبى سفيان، ورحلت غطفان وهم يقولون:
الرحيل الرحيل، لا مقام لكم. فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فقال: «الان نغزوهم ولا يغزونا» وكان كذلك حتّى فتح مكة.
* وظهرت للنبى ﷺ في حفر الخندق معجزات، منها:
١- أن كدية (أى صخرة) اشتدّت عليهم، فدعا بماء وتفل فيه ونضحه عليها فانهالت تحت المساحي «٢» .
روى البيهقى وغيره أنه ﷺ لما خطّ الخندق، وقطع لكل عشر أربعين ذراعا، وأخذوا يحفرون، وظهر فيه صخرة عظيمة لم تعمل فيها المعاول، فوجّهوا سلمان إلى رسول الله ﷺ يخبره، فجاءه وأخذ المعول فضربها ضربة فصدعها، وبرق منها بريق أضاء ما بين لابتيها (أى لابتيّ المدينة) فكأن بها مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبّر وكبر المسلمون، وقال: «أضاءت لى منها قصور الحيرة كأنها أنياب الكلاب» أى في بياضها وصفرتها وانضمام بعضها إلى بعض.
[واللابتان: حرّتان يكتنفانها، والحرّة: كل أرض ذات حجارة سوداء كأنها محترقة من الحر] .
ثم ضرب الثانية، فقال: «أضاءت لى منها القصور الحمر من أرض الروم» .
ثم ضرب الثالثة، فقال: «أضاءت لى قصور صنعاء، وأخبرنى جبريل أن أمتى ظاهرة على كلها» أى الأراضى التى أضاءت «فأبشروا» فقال المنافقون: ألا تعجبون من محمد يمنيكم أيها المؤمنون ويعدكم الباطل، ويخبركم أنه يبصر من يثرب «٣» (أى المدينة) قصور الحيرة، وأنها تفتح لكم، وإنكم إنما تحفرون الخندق
(١) كما قال رسول الله ﷺ: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور»، رواه الإمام أحمد.
(٢) المساحي: المعاول التى يحطمون بها الصخور.
(٣) قد نهى النبى ﷺ عن تسمية المدينة «يثرب» وقال: «من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هى طابة، هى طابة، رواه الإمام أحمد عن البراء؛ لأن التثريب: المؤاخذة والعقاب، ومنه قوله تعالى: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ، والمدينة دار الإيمان والأمان والمغفرة، جعلنا الله من أهلها بمنه وكرمه.
1 / 278