298

Ƙarshen Nikaɗa A Rayuwar Mazaunin Hijaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Mai Buga Littafi

دار الذخائر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ

Inda aka buga

القاهرة

الله تعالى عنه- وحاصرهم خمس عشرة ليلة أشد الحصار، فقذف الله في قلوبهم الرعب، وكانوا سبعمائة نفس: أربعمائة حاسر «١»، وثلاثمائة دارع «٢»، فسألوا رسول الله ﷺ أن يخلى سبيلهم وأن يجلوا من المدينة، وأن لهم نساءهم والذرية، وله ﷺ الأموال والسلاح، فخمّست «٣» أموالهم، وأمر ﷺ أن يجلوا من المدينة، ووكل بإجلائهم عبادة بن الصامت رضى الله تعالى عنه، وطلبوا أن يمهلهم فوق الثلاث فقال: «ولا ساعة واحدة»، وتولّى إخراجهم بنفسه. وذهبوا إلى أذرعات- بلدة بالشام- ولم يدر الحول عليهم حتّى هلكوا أجمعين بدعوته ﷺ، حيث قال لابن أبيّ بن سلول: «لا بارك الله لك فيهم» . ووجد ﷺ في منازلهم سلاحا كثيرا، وأخذ ﷺ من سلاحهم ثلاث قسي، منها القوس «الكتوم» التى لا يسمع لها صوت إذا رمى بها، وهى التى رمى بها ﷺ يوم أحد، وأخذ ﷺ درعين منهما الدرع المسماة «بالسغدية» بسين مهملة وغين معجمة، ويقال:
إنها درع داود التى لبسها حين قتل جالوت، وأخذ ﷺ ثلاثة أرماح وثلاثة أسياف، وقبض رسول الله ﷺ أموالهم، وكانوا صاغة لا أرض لهم، وكان خليفة رسول الله ﷺ على المدينة أبا لبابة.
* وفي هذه السنة: الثانية من الهجرة كانت غزوة السويق:
لما أصاب قريشا «٤» فى بدر ما أصابهم، نذر أبو سفيان ألايمس النساء والطيب حتّى يغزو محمدا، ويثار منه ومن أصحابه بمن أصيب من المشركين يوم بدر، فخرج في مائتى راكب من قريش لوفاء نذره، حتى نزل بمحل بينه وبين المدينة نحو بريد «٥»، ثم أتى لبنى النضير، وهم حيّ من يهود خيبر ينسبون إلى هارون بن عمران «٦»، تحت الليل «٧» فأتى حيىّ بن أخطب، وهو من رؤساء

(١) بلا درع.
(٢) يرتدى درعا.
(٣) أى قسمت خمسة أقسام.
(٤) فى الأصل «قريش» وهو خطأ.
(٥) البريد: فرسخان، والفرسخ ثلاثة أميال، والميل يقدّر بحوالى ١٦٠٩ من الأمتار.
(٦) وهو هارون أخو موسى ﵉.
(٧) أى في ظلام الليل الشديد، وعبر بتحت؛ لأنه جعل الليل رداءه فهو تحته والليل فوقه.

1 / 245