282

Ƙarshen Nikaɗa A Rayuwar Mazaunin Hijaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Mai Buga Littafi

دار الذخائر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ

Inda aka buga

القاهرة

ولما انقضى القتال أمر النبيّ ﷺ بسحب القتلى إلى القليب «١»، وكانوا أربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش*، فقذفوا فيه، ثم وقف رسول الله ﷺ فقال:
يا أهل القليب، بئس عشيرة النبى كنتم لنبيكم، كذّبتمونى وصدّقنى الناس، وأخرجتمونى واوانى الناس، وقاتلتمونى ونصرنى الناس، يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربّكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدنى ربى حقا. فقال له أصحابه:
أتكلّم قوما موتي؟ قال: لقد علموا أنّ ما وعدهم ربهم حق» .
وعاد النبى ﷺ إلى المدينة، وكانت غيبته تسعة عشر يوما، وأرسل زيد بن حارثة بشيرا، فوصل إلى المدينة وقد نفضوا أيديهم من تراب رقية بنت النبى ﵊، وكان عثمان تخلّف في المدينة بأمره ﷺ لسببها.
وفيها «٢» هلك أبو لهب.
وكانت وقعة بدر المذكورة صبيحة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، فى السنة الثانية من الهجرة.
مقتل النضر ورثاء أخته له: لما وصل رسول الله ﷺ إلى الصفراء راجعا من بدر، وأمر عليا بضرب عنق النضر بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى القرشى العبدري، وكان شديد العداوة للنبى ﷺ، وإذا تلا ﷺ قرانا، يقول لقريش: ما يأتيكم محمد إلا بأساطير الأولين. فلما قتل النضر أنشدت أخته النبيّ ﷺ واسمها قتيلة- هذه الأبيات:
يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة ... من صبح غادية وأنت موفق
أبلغ بها ميتا بأن تحية ... ما إن تزال بها النجائب تعنق
منّى إليه وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تخنق
هل يسمعنّى النضر إن ناديته ... إن كان يسمع ميت لا ينطق
ظلّت سيوف بنى أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشقّق
قسرا يقاد إلى المنية متبعا ... رسف المقيد وهو عان موثق

(١) أى البئر.
(٢) أى في السنة الثانية.
* واضح أنهم لم يستحبوا كلّ القتلى، فقد سبق أن عددهم كان سبعين رجلا.

1 / 229