256

Ƙarshen Nikaɗa A Rayuwar Mazaunin Hijaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Mai Buga Littafi

دار الذخائر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ

Inda aka buga

القاهرة

المشهور عن مالك وأكثر أصحابه تفضيل المدينة، وقد رجع عن هذا القول أكثر المصنفين من المالكية، واستثنى القاضى عياض البقعة التى دفن فيها النبى ﷺ، فحكى الاتفاق على أنها أفضل بقاع الأرض. وأنشد بعضهم:
جزم الجميع بأنّ خير الأرض ما ... قد حاط ذات المصطفي وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت ... كالنفس حين زكت زكا مأواها
وزاد بعضهم بعد هذين البيتين:
وبهذه ظهرت مزيّة طيبة ... فغدت وكلّ الفضل في مغناها
حتي لقد خصّت بروضة جنة ... الله شرّفها بها وحباها
ما بين قبر للنبىّ ومنبر ... حيّا الإله رسوله وسقاها
ورجّح بعضهم المدينة؛ لأن ميل كل نفس حيث حلّ حبيبها «١» كما قال بعضهم:
عليّ لربع العامرية وقفة ... ليملي عليّ الشوق والدمع كاتب
ومن مذهبي حبّ الديار لأهلها ... وللناس فيما يعشقون مذاهب
ولما هاجر ﷺ وأكثر اليهود يستقبلون بيت المقدس، وأمره الله أن يستقبل بيت المقدس، فرحت اليهود، فاستقبل بيت المقدس ستة عشر شهرا، وكان يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، فكان يدعو وينظر إلى السماء، فنزلت الاية، قَدْ نَرى

(١) ولأن النبى ﷺ قال- فيما رواه ابن عساكر عن أبى سعيد: «الناس تبع لكم يا أهل المدينة في العلم» وبطبيعة الحال لا يكون التابع أفضل من المتبوع، ذلك لأن المدينة انتشر منها العلم وفتوحات الإسلام، والله سمّاها الإيمان في قوله: وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ. على أن في مذهبى وعقيدتى أن المفاضلة بين مكة والمدينة متعذرة، فهذه فيها مولد رسول الله ﷺ، وتلك فيها وفاته، وكلا البلدين حرم امن. وقد قال رسول الله ﷺ في المدينة: «إنها حرم امن، إنها حرم امن» رواه الإمام أحمد ومسلم عن سهل بن حنيف، وقال الله في مكة المشرفة: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ [العنكبوت: ٦٧] وليس وراء المفاضلة ما يفيد الناس، وإن كان المتفق عليه من جميع أهل العلم أن البقعة التى ضمت جسد رسول الله ﷺ هى أفضل بقعة في الأرض والسماء.

1 / 201