254

Ƙarshen Nikaɗa A Rayuwar Mazaunin Hijaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Mai Buga Littafi

دار الذخائر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ

Inda aka buga

القاهرة

اسمك؟ قال: فلان، قال: اقعد، فقعد، ثم عاد فقال: من يجعل لنا هذا المنبر؟
فقام إليه رجل، فقال: أنا، فقال: تجعله؟ قال: نعم، إن شاء الله، قال: ما اسمك؟
قال: باقوم، وكان قبطيا، قال: اجعله. فجعله، فصنع له المنبر ثلاث درجات بينه وبين الحائط ممر «١» الشاة. فلما كان أيام معاوية جعل المنبر ست درجات، وحوّله عن مكانه، فكسفت الشمس يومئذ.
وحنين الجذع الذى كان يخطب عليه ﷺ حديث متواتر، رواه من أصحاب رسول الله ﷺ الجمع الكثير، وإلى حنين الجذع أشار الإمام السبكى في تائيته بقوله:
وحنّ إليك الجذع حين تركته ... حنين الثّكالي عند فقد الأحبّة
وأشرقت المدينة بقدومه ﷺ فيها، وسرى السرور بحلوله ﷺ.
قال أنس بن مالك رضى الله عنه: لما كان اليوم الذى دخل فيه رسول الله ﷺ المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذى مات فيه أظلم منها كل شيء.
وعن البراء بن عازب قال: ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء كفرحهم برسول الله ﷺ، وصعدت ذوات الخدور على الأسطحة لقدومه «٢» ﷺ يقلن:
طلع البدر علينا ... من ثنيّات الوداع «٣»
وجب الشّكر علينا ... ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع

(١) أى قدر مرور شاة حوالى نصف متر.
(٢) فى الأصل: «من قدومه» .
(٣) ثنية الوداع: موضع، وهى ثنية مشرفة على المدينة- والثنية في الأصل: كل عقبة مسلوكة في جبل- دخلها النبى ﷺ عند خروجه من قباء. ولما أراد بناء المسجد الشريف- مسجد قباء- قال: يا أهل قباء. إيتونى بأحجار من الحرّة، فجمعت عنده أحجار كثيرة، فخطّ القبلة وأخذ حجرا فوضعه، ثم قال: يا أبا بكر خذ حجرا، فضعه إلى جنب حجري، ثم قال: يا عمر خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر أبى بكر، ثم قال: يا عثمان خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر عمر. فسئل رسول الله ﷺ عن ذلك فقال: «أمر الخلافة» (رواه الحاكم وصحّحه) .

1 / 199