Ƙarshen Nikaɗa A Rayuwar Mazaunin Hijaz
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
Mai Buga Littafi
دار الذخائر
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤١٩ هـ
Inda aka buga
القاهرة
عليه أو يجب له. وكيفية الخلاف في وقوعها: كما حكاه عنه القشيرى، وهو قول عائشة رضى الله عنها بإنكار رؤيته ﷺ ربه ليلة الإسراء حين قالت لمسروق* وكان متكئا عندها: «يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله، فقال: ما هن؟ فقالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، فجلس، وقال: انظرينى يا أم المؤمنين ولا تعجلينى، ألم يقل الله وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ [التكوير: ٢٣]، وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى [النجم: ١٣]؟ فقالت أنا أوّل هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله ﷺ فقال: إنما هو جبريل، لم أره على صورته التى خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، ثم قالت: أولم تسمع أن الله تعالى يقول: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الأنعام: ١٠٣] أولم تسمع أن الله يقول: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا [الشورى: ٥١] إلى قوله:
عَلِيٌّ حَكِيمٌ. قالت: ومن زعم أن رسول الله ﷺ كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ [المائدة: ٦٧] قالت: «ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد، فقد أعظم على الله الفرية، والله تعالى يقول:
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل: ٦٥] كما رواه مسلم، ووافقها أبو هريرة وجماعة، وهو المشهور عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه.
والذى جزم به صاحبه «التحرير»، كما نقله عنه النووى وأقرّه: إثبات رؤيته ﷺ ريّه ببصره، قال: والحجج في هذه المسألة، وإن كانت كثيرة، ولكنّا لا نتمسك إلا بالأقوى منها، وهو حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما:
* مسروق بن الأجذع الهمذانى.
1 / 152