120

Kiran Gaskiya

نداء الحقيقة: مع ثلاثة نصوص عن الحقيقة لهيدجر

Nau'ikan

إننا نتحدث عادة عن «الترك»

88

عندما ننفض أيدينا مثلا من مشروع خططنا له، ومعنى قولنا: «نحن نترك شيئا يوجد» أننا لن نلمسه بعد ذلك ولن نشغل أنفسنا به، وفي هذه الحالة يفيد «ترك الشيء يوجد» المعنى السلبي من انصراف عن الشيء وتخل عنه، ويعبر عن عدم الاكتراث به وإسقاطه، والكلمة الضرورية التي نلجأ إليها هنا للتعبير عن «ترك-الموجود- يوجد» لا تقصد الإسقاط وعدم الاكتراث، وإنما تقصد العكس من ذلك، إن «ترك-الموجود- يوجد» معناه أن نهب أنفسنا له، ولا ينبغي أن يفهم هذا مرة أخرى على أنه مجرد تعامل مع الموجود الذي نصادفه أو نبحث عنه، ولا على أنه مجرد صون ورعاية وتنظيم له، إن ترك الموجود يوجد - أي من جهة وجوده على ما هو عليه - معناه أن يهب الإنسان نفسه للمنفتح، وانفتاحه الذي يدخل فيه كل موجود ويستقر فيه، كما يأتي به هذا الموجود معه،

89

هذا المنفتح هو الذي تصوره الفكر الغربي في بدايته ووصفه باللا-محتجب (تاألليثيا).

90

ولو ترجمنا الكلمة اليونانية (أليثيا)

91

باللاتحجب بدلا من ترجمتها «بالحقيقة»، فإن هذه الترجمة لن تكون فحسب أكثر أمانة من الناحية «الحرفية»، بل إنها ستوجهنا إلى تغيير تفكيرنا في التصور الشائع للحقيقة بمعنى توافق العبارة وستجعلنا نرجع إلى المعنى الأصلي - الذي لم يفهم بعد حق الفهم - وهو انكشاف الموجود أو تكشفه،

92

Shafi da ba'a sani ba